كتب سمير ألحيان إبن الحسين
ما زلت لا أعبأ كثيرا بكثرة الفساد، وغلبة الظُلّام، وعلو صوت الصخب..
كل ما يشغلني مذ وعيت طريقي، كيف أحفظ على نفسي طهرها حتى أسلمها لمن برأها كذلك أو قريبا من ذلك.
كل ما يشغلني أن ألقى الله وأثر دلالة خلقه علي بادية على صوتي المبحوح وقلمي المحبور ونفسي الآملة..
لست مطالبا بإصلاح الكون، لكنني مطالب بأن أموت وأنا أحاول ذلك..
زادي في هذا الشعور، يقيني أن الله أرحم بخلقه مني.
وزادي كذلك أنني سأحاسب عن الغرسة أغرسها لا الثمرة أقطفها..
وزادي كذلك الشفقة على كل عاص، وألا أنظر إليهم من علٍ.
وزادي كذلك يقيني أن لله هدايات، لا تعجزها كثرة الذنوب والمنكرات.
وزادي كذلك أن صاحب القدرة لا يعجزه التغيير في لحظة، لكنه يريد أن يرى منا خالص السعي.
لهذا، لست قلقا على الخلق، ولا أقضي حياتي فيما لا يجدي النفع، ولا مستقلا من المصلحين أي جهد.
أنا وأنت في منحة عمر سريعة، لا ينبغي أن نقضيها في الضجر والتسخط، والنقمة والتأفف.
نحن مطالبون بأنفسنا نصلحها، وبأكبر كم من بذور الخير نبذرها، وبالشفقة على العاصي لا الحنق عليه، وبأثر صالح نتركه.
ثم لنرحل بعد ذلك صغارا كنا أم كبارا، فليس من وراء حياتنا القصيرة إلا ذلك.
فالغنى الحقيقي أن تستغني .. والملكية الحقيقية ألا يملكك أحد
وألا تستولي عليك رغبة .. وألا تسوقك نزوة .
والسلطنة الحقيقية أن تكسب قيراط محبة في دولة القلوب كل يوم ..
تذكر .. أن الذين يملكون الأرض تملكهم .. والذين يملكون الملايين .. تسخرهم الملايين .. ثم تجعل منهم عبيدًا لتكثيرها .. ثم تقتلهم بالضغط والذبحة والقلق .. ثم لا يأخذون معهم مليمًا .
صــدقـني هــؤلاء هـم الفـقــراء حـقـــاً .