رَانُ القلوب
بقلم : عمر بلقاضي الجزائري
***
راقبْ فؤادَك كي يَحيدَ عن العمى … فالقلبُ تطمِسُه بالإثمِ زلَّاتُ
لولا الذّنوبُ التي تُردي القلوبَ لما … ضلَّتْ وصار لها للصّخر إخباتُ
الإثمُ يُطفئ أنوار القلوب فلا … يبقى بها قبسٌ تُهدى به الذَّاتُ
سمّاه خالقُنا راناً يحيط بها … فلا تحرِّكها بالوعظ آياتُ
إنَّ القلوب لها روحٌ تقوم بها … والإثم يقتلها، فالنّاسُ أمواتُ
ماتتْ بصائرُنا فاسودَّ حاضرُنا … العيش منكدرٌ والجمع أشتاتُ
لا لن يفوز بأنوار الهدى أبداً … مُستهْترٌ دنِسٌ بالسُّحتِ يقتاتُ
ينبتُّ في كدَرٍ يرنو إلى وطَرٍ … يقفو غرائزَه كأنَّه الشَّاةُ
أوّاهُ أوّاهُ قد عاث الظّلام بنا … أقصى مآربنا في العيشِ آفاتُ
والدّهرُ يجلدنا بالضرِّ في عِبَرٍ … أيّامُنا وجعٌ يُشقي وإعناتُ
لكنّنا خُشُبٌ لا رُزْءَ يُوقظُنا … ضاعت معيشتنا فالعيشُ أوقاتُ
الذِّكرُ يزجرنا والنّفسُ هائمة ٌ… فهل تحطُّ بنا في الرُّشدِ مِرساةُ
***
قال عز وجل : (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُم لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) المطففين
