روبلوكس.. الشيطان الأعظم الخفي: كيف تتحول لعبة أطفال إلى قنبلة موقوتة تهدد براءة الصغار وأمن المجتمع”
بقلم / أحمد فارس
في عالمٍ يركض فيه الأطفال خلف الشاشات أكثر مما يركضون في الساحات، تبرز لعبة روبلوكس كجرس إنذار يدوّي في وجداننا جميعًا. إنّها ليست مجرد لعبة عابرة، بل نافذة مفتوحة على مخاطر تمس الدين، الأخلاق، الصحة، والنفس البشرية. الأزهر الشريف كان واضحًا حين حذّر من هذه اللعبة التي تُلهي عن الصلاة وتقطع الصلة بالعبادة. وكل ما يبعد عن ذكر الله، هو خطرٌ لا يُستهان به.
لكن الخطر أبعد وأعمق. فالأطفال اليوم يقضون ساعات طويلة غارقين في هذه اللعبة، على حساب التعليم، الراحة، وحتى الطعام. لقد رأينا بأعيننا كيف يجلس الصغار ساعات دون أن يذوقوا لقمة، مسحورين بعالم افتراضي يسرق براءتهم. والأدهى أنّ اللعبة تزرع فيهم التنمّر، الاستهزاء، التعصب، والعنف، لتصنع من براءة الطفولة قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه المجتمع.
ولعل قصة الطفلة إيمليا في كاليفورنيا أكبر دليل. طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وجدت نفسها فريسة لمحادثة صوتية مرعبة، أُمرت خلالها بقتل والديها ثم خنق أختها الرضيعة. لم يكن ذلك خيالًا، بل مأساة حقيقية كشفتها الشرطة، حيث تبين أنّ من يقف خلف تلك الكلمات لم يكن طفلة بريئة، بل عقلاً بالغًا مريضًا يستغل التكنولوجيا لزرع الجريمة في قلوب الأبرياء.
هنا يعلو صوتي: إلى كل عالم، كل خطيب، كل طبيب، كل معلم، كل أب وأم… هل سنترك أبناءنا رهائن للعنف والجريمة، أم سنتخذ موقفًا إيجابيًا يحميهم؟ إنّ الحل ليس في رفض الألعاب كلها، بل في مراقبتها، توجيهها، واستبدالها بوسائل ترفيه آمنة تغرس القيم ولا تهدمها
إنّ حماية أطفالنا ليست مسؤولية فرد، بل مسؤولية مجتمع بأسره. فإذا تقاعسنا اليوم، فسندفع غدًا الثمن من مستقبل أمة كاملة. أطفالنا ليسوا أرقامًا على شاشات، بل هم قلوب تنبض وأرواح تنتظر أن نحميها من الخطر والدمار ….،
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 