أخبار عاجلة

ركائز الإيمان “الجزء السادس”

 

بقلم / محمد الدكرورى

ونكمل الجزء السادس مع ركائز الإيمان، وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه ابن ماجه، والعلم يستوجب الإخلاص وتجنب الرياء والمفاخرة أمام الناس فالقصد من طلب العلم هو عبادة الله تعالى، والعمل به، وتبليغه للغير، دون طلب للشهرة أو بحث عنها، فعن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار ” رواه الترمذى، وإن قراءة القرآن، وتعلمه وتعليمه من أفضل الأعمال، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن”

“فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار” رواه مسلم، وتعلم القرآن الكريم أمر هجره الكثيرون، وهو يستوجب الوقفة مع النفس لتحفيزها على إدراك الفضل وتحصيل الأجر، فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال “أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين، في غير إثم ولا قطع رحم؟، فقلنا يا رسول الله، نحب ذلك، قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل” رواه مسلم.

والكثيرون لا يعرفون أن تلاوة القرآن الكريم لها أسس يجب تعلمها وممارستها، وفي هذا الصدد يجب الإشارة إلى مسؤولية الآباء والأمهات والمؤسسات التعليمية في النهوض الحقيقي بتعليم الأطفال القرآن الكريم ومعرفة تلاوته، ومتابعة الأمر بالتشجيع والتحفيز، وخصوصا في فترة الطفولة لما لهذه الفترة من أثَر كبير في قوة الحفظ والاستذكار، وبناء لبنة قوية يرتكز عليها الأطفال طيلة حياتهم ومن فضائل العلم تعليمه للناس بكل السبل التي تتوافر والسعي لذلك، وفي السنة النبوية بيان عظيم لهذا العمل، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها.

وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير” ويغتنم الأجر بفضل الله تعالى كل من سلك هذا السبيل فنشر كتب أهل العلم الثقات والمشهود لهم بالعلم والأمانة وذلك عن طريق أجهزة الحاسب الآلي ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي وسائل ميسرة يتغافَل عنها الكثيرون، وفي هذا إهدار لفرصة ثَمينة يغتنمها من عرف فضل نشر العلم، وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فإن عليه مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئا، وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع، فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئا ” رواه ابن ماجه، ويدخل بفضل الله سبحانه كل وسيلة لمعرفة العلم واتباعه.

مثل الدلالة على المواقع الإسلامية المعتبرة، والتطبيقات الدعوية لأجهزة المحمول الموثقة والمعتبرة، مثل التطبيقات الخاصة بقراءة القرآن الكريم وتعلم الفقه الإسلامي، والتطبيقات الخاصة بأهل العلم والدعاة المعروف منهجهم باتباع القرآن الكريم والسنة النبوية، وإن كل علم يفيد الأمة الإسلامية ويمنع وقوعها في الحرج فهو علم نافع كعلوم الطب التي لها أثر بفضل الله تعالى في مداواة المسلمين، وعلوم تكنولوجيا المعلومات التي لها أثَر بارز في توعية المسلمين ونقل العلوم بصورة ميسرة، وعلوم الهندسة التي تساهم في تشييد الأبنية التعليمية وخدمة مصالح المسلمين، وغير ذلك فكل طالب للعلم النافع، والذي يرجو به الثواب من الله تعالى لخدمة المسلمين ونفع الأمة ودعمها.

شاهد أيضاً

أحسن ظنك بالله كي تسعد في الدنيا والآخرة

أحسن ظنك بالله كي تسعد في الدنيا والآخرة بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف إذ خفت …