هنا نابل/ الجمهورية رسالة
رسالة مضمونة الوصول
إلى والدي & والدتي رحمهما الله
بقلم المعز غني
يضج اليوم قلبي بفيضٍ من المشاعر تتشابك ما بين حنين وعميق حب والدي أعز إنسان في الوجود بعد الوالدة( رحمها الله وطيب ثراها) ، إنها مشيئة القدر في إختبار صبري وقوتي وإيماني بالله في فقداني لأبي وأمي …
لقد فقدت أبي الغالي وأقف بصمتٍ إجلالاً لروحه الطاهرة والخالدة في السماء ، ولجسده النائم تحت التراب وذكراه سوف تسكن عقلي وقلبي ….
يوم الثلاثاء 9 جانفي 2024 سوف لن يمحى من ذاكرتي وسوف أحتفل بذكرى رحيله كل عام .
وهذا العام فأنا أقف حائرا حيث تغصّ حنجرتي بالكلمات أعجز عن وصف ما أمرّ به من عشوائية الأحاسيس وفوضى المشاعر التي تنتابني ، فلكلٍ من والدي ووالدتي مكانة خاصة في قلبي لا يعلم قدرها إلا الله فأنا أبنهم الوحيد …
فلأبي عظمة وإجلال وحب لا ينتهي ، كيف لا وهو عشقي الأول والأزلي ، ذلك الفارس ذهبي القلب ، المعطاء ، ذلك الحنون ، العظيم ، القدوة ، الإنسان الذي لم أستطع يوماً رفع صوتي في حضرته إحتراما ً له ولم أرفع نظري في وجهه إلا لأغمره بعيناي
وأملؤها من فيض جماله الذي يبدو واضحاً على محيّاه ، كيف لا وهو إسم على مسمّى ( مُحمًد ) حبيبنا ونبينا وشفيعنا يوم الدين سيدنا مٌحمًد صل الله عليه وسلم.
لا يغيب والدي عن ذاكرتي بصورته الجميلة ومبسمه الضحوك ولا عن لساني ذكره ولا عن مسمعي صوته وكلماته الرنّانة النصوحة الحكيمة فكما كان يدعو لي في كل أوقاته وكلما رآني
( ربي يسعدك وينصرك ويسلم ولدي ) ، أدعو له بعد كل صلاة
( اللهمّ أرحمه وأمي كما ربياني صغيرا ).
فحين كنت شابّا لم أكن أعي جيدا معنى البر مع أنني كنت بارا بوالدي بشكل عفوي فقد ربياني على برهما وطاعتهما خباً بالله ولم أرَى منهما يوماً قسوة فاعتدت على الرحمة والمودة ….
وأما ما أكن لوالدي الحبيب من مشاعر الأبوة الجيّاشة يذكرني بفيض حب أمي (رحمها الله ) .
أما بعد يا أبي الحبيب ويا أمي الحنون
فأنا لا أعلم كم سأعيش من بعد رحيلكما إلى عالم الخلد ربما ساعة بعد الآن وربما لي في الحياة مزيدا من السنين …
ببركم تزداد فرحتي ويكتمل رضاكم عني
ما رضاء الله إلا برضا الوالدين
ويا رب ترضيهم علينا في الدنيا والآخرة
فيارب أرزقني البر بوالدٌي وأرزقهم رضاك بسعادة لا تنتهي …
وتصبرني على فراقهم .
ملتقانا بكم في جنة النعيم رفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.