عبد الله ضراب الجزائري *** الدفع بالحجّة الناّصعة في الجهاد بالقلم أجدى وانفع للدين من الدفع باقوى سلاح ، فالحجة قوة هائلة تخضع لها القلوب برضا وحب ، خاصة اذا كانت مزينة بجمال البيان ، مشعشعة بانوار السنة والقرآن ، تحدو التائهين برفق الى رياض الايمان والاطمئنان والقصيدة تدعو إلى إظهار الحق الباهر بالحجة والبرهان لتحرير الناس من أغلال الحيرة والعصيان والكفران *** هذا بيانٌ لمن ظنُّوا ومَن عجِبُوا … الوعدُ حقٌّ فلا زعمٌ ولا كذِبُ اضربْ بشعرِكَ رأسَ الكفرِ مُحتسبا … ضَربًا قويًّا عزيزا ليس ينشَعِبُ ضربٌ بسهمٍ وضربٌ بالقريض سوا … به يُهتَّكُ ليلُ الكفرِ والحُجُبُ لِمَ التَّهاونُ يُخزي الله كاذبَنا … يوم القيامة يبدو الجِدُّ واللَّعبُ إنَّ الذين أهانوا الحقَّ من فرَقٍ … مثل الذين زروا بالحقِّ أو غصَبُوا نصرُ العقيدة في إظهارِ حجَّتها … لِمَ التَّخاذلُ في إظهارِ ما يَجبُ ما ساد ليلٌ بوقتٍ للضُّحى أبداً … فحيث حلَّ شعاعُ الشَّمسِ ينقلبُ لولا التَّهاونُ في بثِّ الحقيقة ما … أضحى الصَّليبُ على أرض الهدى يَثِبُ لولا السُّكوتُ عن الإلحاد ما نتجتْ … تلك المفاسدُ والآثامُ والنِّكبُ لولا الهوان لما عاثَ الصَّهايِنُ في … مسرى الرَّسول بما هدُّوا وما جَلبُوا لولا ادِّهانٌ وتفريطٌ وضعضعة ٌ … ما نافسونا على أرضٍ وما شَغبُوا وهل يقيمُ وأمواج الهدى لُجَج ٌ… كلبٌ عقورٌ وقد أزرى به الكَلبُ نحن الذين خفضنا الرَّأس من وَهَنٍ … إذا تعالوْا على الهامات أو ركَبُوا لهْوٌ ولغوٌ وأمُّ الحقِّ عانية ٌ… وعرضُ اختكَ في الأقطارِ يُنتهبُ شحٌّ مطاعٌ وكلُّ الأمَّة انتكبتْ … بالظُّلم تشقى وفي الآفات تضطربُ شُرْهٌ وحِرصٌ وشعبُ الذِّكرِ مُنكدرٌ … يَدمى وينزفُ في الدنيا وينتحبُ دَهْنٌ ولَفٌّ وتلفيقٌ وسَفسَطة ٌ … كذا الخيانة في الأديان تُرتكبُ وارَتْ رذائلُنا نورَ الهدى .. أسَفاً … شمسُ الظَّهيرة بالأهواء تُحتَجَبُ مثل الخفافيش نخشى النُّورَ من عِللٍ … كالجعلِ نحو كرات الرَّوث ننجذبُ إذا نكلنا فمن ذا يبعثُ الأملَ … يشقَى الوجودُ إذا أهلُ الهدى انسحبُوا لا تلعبنَّ فإنَّ العيش عارية ٌ … البعثُ حقُّ الى الرحمن ننقلبُ لا تُفتننَّ بأولادٍ وأرصدةٍ …مصيرها في الورى النُّقصانُ والعطَبُ كم في الورى من علومٍ بالنُّهى عُقِلتْ … بها يُبصَّرُ ضُلاَّلٌ لهم رِيبُ