أخبار عاجلة

رسالة إلي حبيبتي الراحلة

رسالة إلي حبيبتي الراحلة

بقلم:نجلاء محجوب

مازالت مشاعري تجاهكِ مؤجحة، وخافقي باسمك ينبض، وصوتكِ في مسمعي حاضر، عاهدتني أن لن نفترق، ألم تقسمي! لما فارقتِني إذن؟ كل ليلة أبصر طيفكِ حولي، نسائمكِ عالقة في الجدران، وذكرياتنا مَعًا محفورة في قلبي وفي الذاكرة، لم أنسَ شيئًا كان بيننا، أنت مازلتِ كل النساء في عيني، لكِ مقامٌ يملأ قلبي، وُلِدَ حبنا بَرِيئًا في طفولتنا وكبرنا مَعًا وكبر الحب بيننا، جمعتنا الجيرة، وعائلتانا جمعتهما المحبة، تعاهدنا ألا نقترق، وحددنا موعدًا لزفافنا، ولكن القدر لم يمهلنا ويمنحنا الفرصة لتحقيقِ حلمٍ كنا نتمنى تحقيقه، في يومٍ شديد عليّ، كتب الله علينا أن نفترق، وفاضت روحك الطاهرة إلى بارئها، اهتز الكون لفراقك، ليتنا ما خرجنا في تلك الليلة، استقلينا السيارة، كنا نستكمل بعض الأشياء الخاصة بتجهيزات الزفاف، كنا في حالة بهجة والسرور يملؤنا، والطريق كان خَالِيًا من السيارات، اقتربت لأهمس في أُذنكِ، أحبك، فأنا هائمٌ بِكِ، ظهرت سيارة فجأة من الجهة الأخرى، فأردت أن أتفاداها فاصطدمت بشجرة من جهة اليمين، فأغشيَ عَلِىَّ على الفور، وعندما عدت شعرت بألم في سائر جسدي و جروحٍ متفرقة، ورأيتكِ غارقة في دمائكِ، صورتكِ وقتها لا تفارق عينيَّ إلى الآن، احتضنتكِ علّكِ تفيقين، أعتقدت أنك مغشيٌ عليكِ، لم تستيقظي، فأسرعت باستدعاء الإسعاف، لكن رُوحَكِ فاضت إلى بارئها بين ذراعىَّ، كنت أحتضنك وأبكي، قبلتك بين عينيك، وحرمت منك بعدها، تحت التراب حبيبتي، فارقت أنا مثلك الحياة، أنا الحاضر عندك الغائب عن الحياة، أنا لم أنسَكِ، اتألم كلما تذكرت، فروحك وروحي مازالتا عالقتين مَعًا، متعانقتين ما بين السماء والأرض، أحبك.. أنتظرك كل ليلة علكِ تعودين، نسماتك مازالت عالقة في الجدران وطيفكِ لا يفارقني، أنا على العهد إلى أن نلتقي.

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …