أخبار عاجلة

رذيلة من رذائل الأخلاق 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، ثم أما بعد بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وكيف يتم إبطاله، فهو داء عضال ومرض خطير وخصلة ذميمة، إبتلي بها كثير من الناس، إنها خصلة مؤذية لعباد الله، بل شرها مستطير، وأذاها مستديم، إنه الحسد عباد الله، وهو صفة إبليس اللعين، وهو أول معاصي بني آدم في الأرض، وسبب أول قتل في الأرض، وهي خصلة اليهود المذمومة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى ” أم يحسدون الناس علي ما آتاهم الله من فضلة ” وكما قال سبحانه وتعالي في سوة البقرة ” ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ” 

 

وإنه رذيلة من رذائل الأخلاق، وإنه تمني الشر للآخرين، والحسد سبب لمشاكل إجتماعية لا تحصى، وإنه فساد في القلب، وإنه سبب العداوات والبغضاء، وإنه تمني زوال النعم، وإنه مرض قلبي خطير، يناقض الإيمان، لذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ” رواه النسائي، وقد جاء النهي عنه في نصوص عديدة، حيث يقول صلي الله عليه وسلم ” إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا” رواه البخاري ومسلم، وإن الحسد من كبائر الذنوب والكثير منا لا يلقي له بالا، بل إنه مهلك للحسنات، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب” رواه أبو داود وابن ماجه.

 

وإنه يجب علينا جميعا الوقوف في وجه السحرة والتصدي لهم، وكل له دور، وذلك بتقوية جانب العقيدة عند الناس، وبيان خطورة هؤلاء السحرة على الدين والعقيدة والمجتمعات، وبيان كذبهم وفضحهم، والإكثار من الخطب والدروس في هذا الموضوع وخصوصا دروس النساء، وهناك سؤال يقول يوجد في بعض الأماكن أناس يسمون بالأسياد وهؤلاء يأتون بأشياء منافية للدين، مثل الشعوذة وغيرها، ويدّعون أنهم يقدرون على شفاء الناس من الأمراض المستعصية، ويبرهنون على ذلك بطعن أنفسهم بالخناجر أو قطع ألسنتهم ثم إعادتها دون ضرر يلحق بهم، وهؤلاء منهم من يصلي ومنهم من لا يصلي، وكذلك يحلون لأنفسهم الزواج من غير فصيلتهم، ولا يحلون لأحد الزواج من فصيلتهم، وعند دعائهم للمرضى يقولون ” يا الله، ويا فلان وهو أحد أجدادهم.

 

وفي القديم كان الناس يكبرونهم ويعتبرونهم أناسا غير عاديين وأنهم مقربون إلى الله تعالي، بل يسمونهم رجال الله، والآن إنقسم الناس فيهم، فمنهم من يعارضهم وهم فئة الشباب وبعض المتعلمين، ومنهم من لا يزال متمسكا بهم وهم كبار السن وغير المتعلمين، فنرجو بيان الحقيقة في الموضوع؟ والجواب هو أن هؤلاء وأشباههم من جملة أصحاب الطرق الدينية البعيدة عن شرع الله ونهج رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين لهم أعمال منكرة وتصرفات باطلة، وهم أيضا من جملة العرّافين الذين قال فيهم النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ” من أتي عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ” وذلك بدعواهم علم الغيب وخدمتهم للجن وعبادتهم إياهم وتلبيسهم على الناس بما يفعلون من أنواع السحر الذي قال الله تعالي فيه في قصة نبي الله موسى عليه السلام وفرعون. 

 

حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الأعراف ” قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ” فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، لهذا الحديث الشريف ولقوله صلى الله عليه وسلم ” من أتي كاهنا فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد صلى الله عليه وسلم” وفي لفظ آخر ” من أتي عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل علي محمد “

شاهد أيضاً

عينيكِ البريئتين تقتلني بلا سيف

تأليف ياسر منيسي  أميرتي: ما بالي كلما حاولتٌ لكِ نسيانا”.. إذا بطيفكِ الجميل يأسرني يأبي …