أخبار عاجلة

رحلة كفاح السادات بطل الحرب والسلام

بقلم/عماد أحمد

 

عندما تتوقف عقارب الزمن..عند احداث تصنع منها الأمة رداء الشرف والعزة والكرامة، فالابد أن تنحني الرؤس إجلالاً وفخرأ.

 

عند عملية السادس من أكتوبر المجيدة التي لحقت بهزيمة الماضي عند شعلة الغروب، وسطر جوارها بدماء الأبطال عنوانا آخر للنصر في نهضة هذه الأمة.

 

فتحية حب مصحوبة بأكليل الزهور لروح الجندي المجهول، صاحب قرار الحرب و دعاء السلام، الشهيد البطل محمد أنور السادات.

 

إلذي عبر عن ذاته في يوم الأحتفاء بذكري اكتوبر، يوم 17اكتوبر عام 1973، في خطابه الأشهر والأعظم علي الإطلاق.

 

ذلك أن اعتقادي دائماً، ولايزال إن التمني بلا ارادة نوعاً من أحلام اليقظة، يرفضه حبي وولائي لهذا الوطن، ان تقع في سرابه أو في ضبابه.

 

وقال عنه هنري كيسنجر؟

لقد اغرقنا السادات بالتمويه والأشاعات ونحن خدعنا أنفسنا بالنتائج..؟

 

هذا الرجل وبرغم أنه قدم لوطنه الكثير والكثير. ٱلا أن التاريخ لم ينصفه إلا بعد أكثر من أربعين عاما.

 

كان السادات دائما خارج دائرة الصراع علي المناصب بين أعضاء مجلس قيادة الثورة في 1952، يرتضي بأقل القليل.

 

ويقنع بكونه ضابطاً في جيش بلده وكفي، وعندما تولي جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية عرض عليه عدة مناصب، ولكنه ارتضي لنفسه منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية.

 

ثم أصدر له عبد الناصر قرارا جهوريا آخر بتكليفه رئيسا لمجلس الشعب، وذلك عقب تزايد الصراع داخل مجلس قيادة الثورة بتعين السادات نائباً لرئيس الجمهورية.

 

وكان ذلك في أواخر عام 1970، قبل وفاة عبد الناصر بعدة أشهر، وعندما رحل عبد الناصر خيم الحزن علي الجماهير العربية، وورث السادات تركة البلاد الثقيلة والمنهكة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، ومعها هزيمة 1967..التي خيمت بظلالها اليأس والمحبط علي الشارع المصري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة.

 

اضافة إلي ذلك حزمة المؤمرات التي كانت تحاك ضده من مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء وأعوان الملكية.

 

وعلي الجانب الآخر من الشاطئ، كان تحدي استرداد الأرض من يد اليهود وبناء الجيش وتسليحه بأسلحة جديده تواكب العصر تحدي آخر، ولكن قوة العزيمة والأصرار النابع من بئر المستحيل، كانا الأقرب إلى عقل السادات منه إلي الجنون الغير منطقي في نظر الأخرين.

 

وجاء نصر أكتوبر ليكسر غرور العدو المتغطرس علي صخرة التحدي ليعزز من دور الدولة في المنطقة وتتغير علي أثره الخريطة السياسية والأقتصادية لمصر في المنطقة، ويزيد أيضا من أسهم السادات كقائد عربي محنك أستطاع بدهاء الذئاب أن يخدع إسرائيل وحلفائها.

 

و بعد أن استرد الأرض خاض معركة أخري للسلام بديل الحرب، ولمح لذلك في خطابه الشهير بعد المعركة، قائلاً أنني مستعد لأن أذهب إلي آخر العالم.

 

وبالفعل ذهب السادات إلي إسرائيل، وخطب في الكنيست خطابا بليغا، ينطلق من روح قوة وجسارة المنتصر في الحرب، و يبث روح التسامح والعدل المفقود في المنطقة.

 

وتتجلي عظمة هذا الخطاب التاريخي حينما يخاطب عقول من فقدوا ذويهم في الحرب، قائلا ياكل رجل وامرأة وياكل طفلاً في اسرائيل.شجعوا قيادتكم علي نضال السلام.. وتوجيه الجهود إلي بناء شامل للسلام..بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار..قدموا للعالم كله صورة الأنسان الجديد في هذة المنطقة من العالم..لكي يكون قدوة لأنسان العصر إنسان السلام في كل موقع وفي كل مكان.

 

ومن هنا جاء ميلاد الخصومة والعداء بين السادات وبعض الناصريين، والجماعات الإسلامية المتطرفة وتطور هذا العداء الي معظم الدول العربية، التي اخذت موقفا عدائيا ضد مصر.

 

وكان علي أثره قرار المقاطعة، ونقل جامعة الدول العربية من القاهره إلي تونس العاصمة، ثم تطور إلي النداء بستباحة دم السادات وخصوصا من الجماعات المتطرفة، ليصل هذا الهدف الدنيئ إلي مرماه في حيز الخيانة والخسة، أثناء خطاب النصر الأخير في عام 1981.

 

لتسلم روحه الطاهرة إلي بارئها ويسدل الستار عن اخر مشهد في حياته القصيرةفي العمر، الطويلة بالانتصارات والأنجازات، وهو يقول لاسعاده لأحد علي حساب شقاء الأخرين..وعندما تدق طبوال السلام فلا توجد يد لتدق طبول الحرب.

رحم السادات وكل شهداء نصر أكتوبر المجيد.

شاهد أيضاً

بهيج يقود حملة مكبره لرفع الإشغالات المخالفه بشوارع وميادين المدينه وضبط الأسواق بفرشوط شمال قنا

بهيج يقود حملة مكبره لرفع الإشغالات المخالفه بشوارع وميادين المدينه وضبط الأسواق بفرشوط شمال قنا …