كيف تكتب عن الاستاذة ، استاذة فى الفكر و الذوق ، المشاعر و الصحافة ، تخشي الكتابة لانها بالنسبة اليها عمل مقدس كما تقول ( في الواقع اشعر ان الكتابة اصعب، و بالفعل اقدس من عملي كمذيعة حتي و انا اقدم برنامج علي الهواء مباشرة حيث الكلمة لا تمحي ) ، و لكن كيف اتراجع و قد احببت و اقتنعت بكل كلمة تقولها او تكتبها . فالا كتب من القلب كما تكتب هي من القلب . انها الدكتورة لوتس عبد الكريم ، تخرجت من جامعة الاسكندرية حيث نشات، قسم الفلسفة ، حصلت على الماجستير فى العلوم الاجتماعية من جامعة لندن ، دكتوراة فى الفلسفة من جامعة باريس ، و قامت بالتدريس في جامعة طوكيو . تطوف بنا في بلاد كثيرة زارتها و عاشت فيها و مع ذلك ذكرت في احدي مقالاتها انها حتي الان تعود الي الاسكندرية كانها تجد نفسها هناك ، مما ذكرني بمؤلفات العبقري الراحل احسان عبد القدوس حيث كنت اشعر انه يعود دائما ببطلة روايتته الي الاصل الذي نشات فيه خاصة عندما تتعرض لموقف قاسي في حياتها بينما الدكتورة تعود الي الاصل لتجد نفسها كما تقول . كان هو و زوجته من اصدقاءها و كتب ثلاثة اعمال ادبية قدمت في السينما مشتقة من حياتها دون الافصاح عنها ، و قال لها كان يمكن ان تكوني اكبر اديبة في مصر ، كما ذكرت في يومياتها . التقت شخصيات كثيرة موثرة ، ادباء و فنانين و ملوك ، كتبت سير عنهم بتحليل و ابداع ، عندما تكتب بتلقائية عن نفسها و حياتها فهي صادقة ،عندما تكتب عن أصدقاءها من الادباء او الفنانين فهي دقيقة ، عندما تكتب عن الفلسفة او الحياة تجدها كمن يقودك نحو ضوء من الخبرات الواسعة و التفكير العميق . تكتب دكتورة لوتس يومياتها تسميها ” رحلة البحث عني ، رواية حياة ” ، قد يكون اسم للكتاب و اليوميات و لكن هذا الاسم القصير يجعلنا نتعمق فى معناه فنجد ان كل منا يحتاج للبحث عن نفسه فكم تغيرنا الحياة ، نتعرض لمواقف مختلفة نتعرف باشخاص يؤثرون فينا … و نتغير . عانت كثيرا من الغربة ، و التوعكات الصحية و مواقف قاسية من الحياة ولكن دائما ، كما تقول فان دراستها للفلسفة و تمسكها بالعقل و العلم و الإيمان ساعدها فى تخطي كل تلك الصعاب ، وجعل من مذكراتها او يومياتها رحلة صادقة مع النفس اولا و مع القارئ ثانيا .تسلحت ايضا كما كتبت بتمسكها بالتقاليد التي التي وعيتها منذ طفولتها و شربتها من اسرتها ، فوالدتها و خالاتها و زوجة اباها كن جميعا سيدات فاضلات بمعني الكلمة ، و رغم انها نشات في بيئة اوربية في الاسكندرية ، فان المبادئ لم تكن ايضا تنقصها . و تمضي دكتورة لوتس بالحديث و تؤكد علي جذور عقيدتها الدينية و التي كانت عميقة جدا و شكلت الرادع الاول في حياتها، و التي نجدها صاحبتها في كل خطوة تخطوها و ظهرت بقوة فى مراحل متعددة من حياتها . اقامت دكتورة لوتس الندوات بصالونها الثقافي بحضور الادباء و الفنانين و الساسة ،اتصور ان الصالونات الادبية تثري الحياة الثقافية ، هي موجودة الان و لكن قليلة ، ربما تاثيرها ضعيف ، ربما لا تجد طريقها الي الناس و المجتمع بشكل قوي بينما اذا ألقي الضوء عليها بشكل اعلامي محترف قد تجد طريقها الي عقول الناس فنجد الرقي في افكارنا و سلوكياتنا. كان كل سنوات حياتها و خبراتها و ثقافتها ، تقود دكتورة لوتس لتاسيس مجلة الشموع ، هذه المجلة التي كانت وليدة فكر ثقافي او جلسة عصف ذهن