رحلة الحياة
فى رحلة الحياة، فيه خيط رفيع جدًا بيفصل بين إنك تعيش بروح طفل، وإنك تتصرف بأسلوب طفولي… الفرق بينهم هو الفرق بين النضج والحماقة، النقاء والسذاجة، بين الحرية الحقيقية والسجن اللي بنبنيه لنفسنا.
أن تكون طفلا في روحك… معناها تدخل العالم بعينين مفتوحتين بدهشة، بقلب لسه قادر ينبض بالفضول، بروح لسه قادرة تندهش من جمال شروق الشمس أو بساطة ابتسامة حد غريب. الطفل في روحه مش شايل مرارة الماضي، ولسه قادر يتعلم من أي موقف، ولسه شايف كل يوم كأنه بداية جديدة.
أما أن تكون طفوليا في تصرفاتك… فده معناه الوقوف في مكان الشكوى المستمرة: “أنا عايزها دلوقتي… ولازم أخدها”. “الدنيا مش ماشية على مزاجي”. “أنا ماكانش عندي الظروف الصح”. “الناس مش بتحبني”.
الطفولي دايمًا بيشوف العالم مدين له، وبيتعامل مع الحياة وكأنها لعبة لازم تكسبه كل مرة، ولو ما حصلش… يبدأ نوبة غضب داخلية.
المفارقة العجيبة إنك تقدر تكون طفلا في روحك وناضجا في عقلك في نفس الوقت.
تقدر تحافظ على قلب منفتح، وعقل يعرف يميز، وإرادة تتعامل مع الخسارة زي ما بتتعامل مع المكسب… من غير ما تفقد دهشتك بالعالم ولا تتحول لإنسان ساخط شايف كل حاجة ضدك.
الحكمة الحقيقية مش في إنك تتخلى عن روح الطفل، ولا في إنك تفضل أسيرا لنزواته… لكن في إنك تعرف توازن بينهم.
أن تظل مفتوحا للحياة… لكن قويا أمام تقلباتها.
الحياة في الآخر ما بتكافئش اللي كبر قلبه زيادة، ولا اللي خلى طفله الداخلي يصرخ طول الوقت…
هي بتكافئ اللي عرف يربّي جواه طفل واعي، مش طفل مدلل… طفل بيحب، يندهش، يتحمس، بس كمان يفهم إن مش كل حاجة لازم تبقى زي ما يتمنى.
لما تقدر تضحك من قلبك، وتعيط من غير خجل، وتسامح من غير ضعف، وتوقف على رجلك بعد كل سقطة… ساعتها بس، تبقى فهمت معنى إنك تكبر من غير ما تبقى كبير على الحياة.
اتعلم تعيش كطفلل ناضج… مش كراجل لسه بيعيط جواه طفلا صغير!
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 