أخبار عاجلة

رجل يعيش بذكراه ويحاول أن يمنح قلبة لمن لم تكسره الحياة بعد

رجل يعيش بذكراه ويحاول أن يمنح قلبة لمن لم تكسره الحياة بعد

بقلم/نشأت البسيوني 

 

بداية لا تشبه البدايات ليست كل البدايات مبهجة بعض البدايات تأتيك وأنت مجهد وأنت مجروح وأنت غير جاهز لأي شيء لكنها تأتي رغما عنك وتضعك في مواجهة نفسك التي تهرب منها منذ زمن كنت أظن أن العمر توقف عند رحيلها كنت أعيش كما يعيش الذين فقدوا شيئا لا يقال أتحرك ببطء وأتنفس بحذر وأقاوم الأيام دون رغبة حقيقية في الانتصار لم أكن أبحث عن حب ولا عن امرأة تعيد 

 

تشكيل روحي كل ما أردته هو أن يمر اليوم بسلام وأن لا يوقظني الليل على هيئة ذكرى لكن الحياة يا صديقي لا تسألنا حين تغير اتجاهها امرأة جديدة في قلب يتهدم ببطء ثم ظهرت هي ولم تظهر كحب مفاجئ بل كصوت خافت يقول لي ما زال بإمكانك أن تعيش كانت امرأة تشبه الهدوء وتشبه أبواب البيوت حين تغلق برفق لكن قلبي لم يكن مستعدا لبيت جديد كان قلبي لا يزال يعيش في 

 

الخراب القديم ولا يزال يفتح شبابيكه كل ليلة على اسم واحد لم يعد هنا هي تحاول أن تقترب وأنا أحاول أن لا أؤذيها بقرب ناقص هي تمنحني من قلبها الكثير وأنا أعطيها ما استطعت وليس كل ما أملك وهنا يبدأ الوجع الحقيقي وجع الصدق لا وجع الخيانة مقارنة لا أقصدها وجرح لا أستطيع إغلاقه لا يوجد شيء أكثر ظلمًا من مقارنة لا تتعمدها المقارنة ليست عدالة بل عادة الذاكرة حين 

 

تتمسك بما فقدته أكثر مما تتمسك بما تملكه لست أقارن بينها وبين الراحلة لأنني أبحث عن الأفضل ولا لأنني أشعر بنقص في إحداهما بل لأن قلبي يعمل وفق ما اعتاد عليه لا وفق ما أريده أنا هي تضحك فتعود ضحكة أخرى في الخلفية هي تقترب فتقترب معها ذكرى كانت تتحرك قبلها بخطوة هي تقول أنا هنا فأسمع في داخلي صوتا آخر يقول كنت هنا ولن أعود كيف أشرح لها أنني لا أقارنها 

 

حبا بحب بل أقارن نفسي الآن بنفسي التي كنتها يوما أقارن الرجل الذي فقد بالرجل الذي يحاول أن يستعيد ما تبقى منه الحقيقة التي تجرح ولا تقال هناك حقيقة ثقيلة لا تستطيع أن تقولها لمن تحب أنك تحبها نعم لكن حبك ليس مستقيما ليس كاملا ليس بريئا كما تستحق تحبها وأنت مثقل تحبها وأنت خائف تحبها وأنت لا تعرف إن كانت ستبقى أم سترحل مثل التي رحلت قبلها دون أن تختار 

 

هي تبحث عن قلبٍ يفتح لها الباب وأنا أبحث عن الباب أصلا الباب الذي أُغلق يوما ولم أستطع أن أعثر على المفاتيح منذ ذلك اليوم الرجل الذي يعيش بنصف قلب لطالما ظن الناس أن الرجل لا ينكسر لكن الحقيقة أن الرجل ينكسر بصمت.يتشقق من الداخل ينام وفي صدره حجر لا يعرف كيف يبعده ويستيقظ وهو يحاول أن يكون قويا بما يكفي ليبدو طبيعيا أنا لا أتهرب من الحب أنا أتهرب من 

 

وجعي أتهرب من نسختي التي فقدت أكثر مما احتملت وأحيانا أشعر أنني أظلمها وأحيانا أشعر أنني أظلم نفسي وفي كل الحالات لا أعرف كيف أكون صحيحا في عالم لا يعطيك فرصة ثانية بسهولة لماذا أحبها إذا لأنها جاءت في الوقت الذي كنت أظن فيه أن قلبي انتهى لأنها تضع يدها على كتف روحي وكأنها تعرف أين يؤلم لأنها صبورة رغم أنها تستحق رجلا لا يجاهد كي يحب ولأن الحب 

 

مهما بدا ناقصا هو آخر ما تبقى لي أحبها لأن الحياة لم تنته بعد حتى لو توقفت في داخلي عند اسم واحد لا يمحى النهاية التي لا تنتهي لن أعد نفسي بأنني سأنسى ولن أعدها بأنني سأتحول فجأة إلى رجل خال من الندبات كل ما أستطيع أن أعد به هو شيء واحد أنني أحاول أحاول كل يوم أن أفتح نافذة جديدة أن أضع ذكرى في مكانها دون أن أتركها تقتل يومي أحاول أن أكون حاضرا معها حتى لو كان جزء مني غائبا في مكان آخر وهذا رغم كل شيء ليس قليلا وليس هروبا بل شجاعة رجل فقد نصفه ويحاول أن يعيش بالنصف الآخر الحب لا يقاس بالكمال الحب يقاس بالمقاومة وأنا أقاوم

شاهد أيضاً

“مبادرة مجتمع مدني بالشيخ زايد تفتح المنصة أمام جميع المرشحين”

“مبادرة مجتمع مدني بالشيخ زايد تفتح المنصة أمام جميع المرشحين” كتب : هاني رفعت    …

كلمات مؤثرة من دكتور محمد ياسين المتولي طالب بكلية الطب

كلمات مؤثرة من دكتور محمد ياسين المتولي طالب بكلية الطب محمد ياسين متولي  #مابين السطور …