شعر : مصطفى الحاج حسين .
تتعثرُ أجنحتي بالغيمِ
يتشظَّى الغيمُ إلى دَمعٍ
الأفقُ يبكي بداخلي
وتشتعلُ الحنايا بالغبارِ
قلبٌ ..
يتنفسُ مِنهُ المَدَى
يتفيَّأُ بنبضِهِ الشُّروقُ
ويستجيرُ بِهِ الدَّربُ
قمرٌ مُحتَقِنُ الضَّوءُ
يمرُّ بهِ
يُناديهِ مبحوحَ الدَّمِ
يسألُ ..
عن وردةٍ تَاهَ في جدائِلِهَا
ضاعَ في زحمةِ الشَّذى
سَرَقَهُ شَهِيقُ الانبهارِ
وَعَاثَتْ بِهِ الظُّنونُ
يتلكأُ الهواءُ
عن شرفةِ الزَّغبِ
وصليلُ الشَّهوةِ عابقٌ
يترنحُ بي وَجَعِي
يَرتَدُّ دمي على أعقابِهِ
ويشفقُ عليٌَ الهلاكُ
يَتَمَترَسُ بي السُّقوطُ
ويتكمَّشُ بانهزامي الشَّفقُ
ياطائرَ الفينيقِ عجِّلْ
هذا الرَّمادُ فتنةُ بلادي
هذا الدَّمُ نزيفُ دَهشَتِنَا
فلا تُذعِنْ لموتٍ ألمَّ بِكَ
لا تغادر مرايا الثَّلجِ
خُذْ مِنَ المَاءِ شكلَ النُّهوضِ
مِنَ الفراشةِ شُهُوقَ الصَّهِيلِ
وَمِنَ النَّسمةِ متراسَ الخلودِ
مُدٌَ يَدَكَ لرائحةِ النَّهارِ
فُكَّ أزرارَ الشَّهوةِ الرَّعناءِ
حَطِّمْ أغلالَ الموجِ
دَعِ الرِّيحَ تَهِبُ
على أوتارِ الصُّمودِ
سَامقٌ هذا السُّجودُ
حينَ ننحنِي على تربةِ الرُّوحِ
لحظةَ يكونُ الطِّينُ
مُضَمّخَاًَ بِدمِ الابتسامةِ
ماهذا الموتُ المُتَشَبِّثُ فِينَا
إلّا مخاضُ الدُّنيا
يجلجلُ برعدِ السَّلامِ
وَبِمَا يُخفي من مطرِ الهديلِ
بُحَّ لونُ الهسيسِ
الصَّاخبِ بهمسِ الضَّوءِ
يهتُفُ من شقوقِ الليلِ
والظَّلامُ يتداعى
مثقوبَ القلبِ
يَتَهَالَك
على مَقَاعِدِ الإنعاشِ
لافظاً خُيوطَهُ السُّوداءِ
واهنُ العتمةِ البليدةِ
وَسَيُطِلُّ طُفلٌ مِنْ سُوريَّا
يْعَمِّرُ ضُحكَتَهُ بالغَدِ
بِيَدِهِ رَايَةُ النَّدَى *.