رئيس كولومبيا يصف إسرائيل بـ النازية الجديدة ويقترح تشكيل جيش تحرير لفلسطين
كتب / أيمن بحر
فى موقف غير مسبوق على الساحة الدولية خرج الرئيس الكولومبى بتصريحات قوية وُصفت بالجريئة إذ وصف إسرائيل بـالنازية الجديدة بسبب ما سماه حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، معلناً استعداده لإرسال عشرين ألف جندى لتشكيل جيش تحرير لفلسطين.
الرئيس الكولومبى لم يكتفِ بالكلام بل اتخذ خطوات عملية موجهاً أوامر صارمة بمنع عبور أي سفينة تحمل أسلحة في طريقها إلى الاحتلال الإسرائيلى كما قدّم تصوراً للتحرك الميداني عبر دعوة دول آسيوية للانضمام إلى هذا الجيش متجاوزاً في دعوته الدول العربية التي — بحسب تعبيره — تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار دون أي خطوات عملية.
الخطاب الحاد تبعه مشهد رمزي آخر لا يقل قوة، حين قام الرئيس البرازيلي بتقبيل رأس نظيره الكولومبي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في لقطة اعتبرها مراقبون دليلاً على أن أمريكا اللاتينية أرادت أن تعطي درساً للعالم كله بأن الدفاع عن القضايا العادلة لا يحتاج سوى إلى إرادة سياسية وشجاعة في مواجهة المنظومة الدولية الصامتة أو المتواطئة.
المفارقة العربية
المفارقة المؤلمة في نظر المراقبين أن هذه المواقف الجريئة من أمريكا اللاتينية تلقى صدى واسعاً لدى الغرب نفسه، حيث تُناقش وتُعلّق ويُؤخذ بها على محمل الجد، بينما مواقف الدول العربية غالباً ما تمر مرور الكرام، لأنها لا تتجاوز لغة الشجب والتنديد التي اعتادتها الشعوب العربية لعقود طويلة.
قراءة في الموقف
قد لا يكون جيش كولومبيا وحده قادراً على تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، لكن مجرد أن يخرج رئيس من أقصى القارة اللاتينية ليعلن استعداده للتحرك الفعلي، بينما تصر أنظمة عربية على الاكتفاء بخطابات فارغة، يكشف حجم الفجوة بين الشعارات والواقع، وبين من يملك الشجاعة لمواجهة الظلم ومن يختبئ وراء صمت مريح.