رؤية واضحة للمعالم تفسر الظواهر السلبية والاحداث المتوالية
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
——————————–
( نحو تصحيح مسار ٠٠!! )
عندما نتأمل واقعنا داخل موقع الوطن و ما حدث و ما يحدث يوميا واقعيا من حالة عدم استقرار و كثرة التوصيات و المخاوف و القلق ٠٠
و يحدث زخم من موجات الصراعات و المتغيرات ، و من ثم تسيطر الأنا على مجريات الأمور بين مؤيد و معارض و ناقم و مستفيد و صامت و شامت الكل هنا متقلب المزاج هكذا !!٠
فنجد إخفاقات كثيرة للحكومات و التيارات السياسية و الدينية الكل يسوق بضاعته كي يقنع الآخر و تظل المصلحة هى الفيصل و تحقيق المكاسب باللعب بمشاعر الناس عن طريق الدين و السياسة و تقديم الرؤية الضيقة على حساب المصلحة العامة ٠٠
و نحن لا نشكك في نية ووطنية و عقيدة كل هذه الأطراف المتراصة و المتربصة و المتناحرة عندما تسنح لها فرصة القيادة تحت شعارات مدنية مطاطية تفقد المصدقية و جوهر فكرة العدل الاجتماعي ٠٠
تجدهم أغنى الأغنياء و يسخرون مواقفهم لتحقيق أهدافهم الخاصة على أشلاء الوطن و المواطن و التشدق بإنهم المدافع عن حقوق وواجبات البسطاء و المهمشين و المعدومين من طبقات الشعب الكادحة التي يرقصون على أحزانهم و أحلامهم ليل نهار ٠٠
ورسم طريق الحرية و الديمقراطية و البناء نحو الرفاهية ٠٠
و برغم انتقادتنا لكل هذا الأداء التسلطي و العنجهية و الاختلاف و الخلاف مع كل هذه الاتجاهات شكلا و مضمونا ٠٠
إلا إننا لا نكره أحدا قط فلسنا أوصياء أو معصومين من الزلل لكننا ننتقدهم نقدا بناء و لا نهدم ٠٠
فلا نثبط و لا نطبل و نهلل إنها المصارحة و المعالجة المشروعة في مسيرة الشعوب الراقية و نحن أصحاب حضارة و ثقافة موروثة أصيلة ٠
نريد رؤية واضحة المعالم تفسر الظواهر السلبية و الأحداث المتوالية ٠٠
و برغم التحفظ على هذا و ذاك في الاستمرارية و تدهور الأوضاع في شتى المجالات حتى بات المواطن لا يشعر بحياته كما كانت من قبل فقد تصدر في خلسة هذه الأحزاب و التيارات و الطوائف و الفرق و الكتل التي صدعتنا في وسائل الإعلام المشهد كي تقدم بضاعتها التي لا تناسب و لا تواكب عجلة الحياة ٠
و لنا نتائج موضوعية حول أداء هذه الكتل الثلجية المتاجرة بأمل الشعوب ٠٠
و نشكرهم على أي خدمة إيجابية تم تقديمها في إخلاص لإسعاد شعبهم من خلال دورهم القيادي المؤقت في المواجهة ٠
و نترك التيارات السياسية و الدينية المتصدرة جانبا في ساحة الدولة قليلا ٠٠
و نخلص لدور المواطن المشارك في عنصر المعادلة الاجتماعية من خلال دوره العملي المنوط به ٠٠
فالكل شركاء هنا في الاخفاقات و التدهور و ما أصاب الوطن في مقتل من عجز و ارتداد و فوضى و فساد اخلاقي و مادي عطل دولاب العمل و التقدم و تحقيق المعدل المستهدف من وراء كل هذه النتائج ٠٠
و نطرح سؤال هنا بصراحة :
ماذا قدمت أنت أيها المواطن عندما تمارس وظيفتك ؟!
هل أنت راض ٍ عن هذا الاداء المتقهقر المقصود في العمل و ما دورك في الايجابي المجتمعي ؟!
راجع نفسك بأمانة كل يوم ٠٠
ما حجم الإنجازات التي قدمتها من وظيفتك و مهنتك المكلف بها إيجابا و سلبا ٠٠
و ذلك قبل أن تتفوه بالحقوق فقد أضعت الواجبات دون توازن يذكر ٠٠
إذا لم تساهم في العمل بإخلاص انصرف من موقعك لا تجعله مرتعا للفساد و تحصيل الأموال بوجه مقيت وطريق غير مشروع ٠٠
كفى خداع و تزين فقد سقطت كل الأقنعة أمامنا عن كثب ملموس ٠٠
من أين لك كل هذا و دخلك محدود ؟!٠
أي الثروة المتنوعة و دخلك مستنفذ أمام المطالب و التحديات اليومية ؟!
أسأل روحك على رأي أم كلثوم :
إذا كنت مدرسا تذهب مدرستك في الوقت المخصص و تشرح و تبدع كما كان الأولون؟!
و قيس على نحو ذلك :
إذا كنت طبيبا تذهب الى المستشفى و تمكث فيها الوقت المحدد و تستخدم الأدوات و الآلات الحديثة في الكشف على المرضى ؟!
و القاضي و الضابط يلتزم بكل الشروط و الضوابط ٠٠
و لا يسخر وظيفته في أعمال أخرى و يجنى أقاربه و المقربين له مصالح كبرى ٠٠
و المهندس في مركزه شاهد على كل حال يراجع نفسه ٠٠
و المحام لا يرضَ بالظلم و يغالي في الاتعاب فالناس ضاقت ذرعا من الواقع وسط القيود و الرسوم ٠٠٠ الخ ٠
و الموظف في المحليات و ما أدراك ما المحليات !!٠
و الوزارات الأخرى الحكومية هل الكل يؤدي دوره على الوجه الأكمل المرسوم ؟!٠
و الحرفي و الصنايعي يتقي الله في تقديم الأدوات و قطع الغيار و لا يغالي في الأسعار ٠٠
و التاجر المغالي و المحتكر الذي يستغل و يتحكم في قوت العباد و يفسد عليهم دخلهم ٠٠
و العمال في أي موقع هكذا أيضا ٠٠
الكل يضيع الوقت و يسيء لوظيفته إلا ما رحم ربي ٠٠
استخدام الرشوة و الوساطة و الطرق الملتوية و الاستبداد في معاملة المواطنين وجعل منصبه عزبة و مكتب خاص ٠٠
و عدم تقديم الخدمة كما ينبغي كلها أساليب فجة ٠٠
و الفلاح و أصحاب المحلات الذين أكلوا و تعدوا على حرم الطريق و الشارع و الترعة و البحر و المصارف و أملاك الدولة ٠٠
وسط علاقات مشبوهة بين الإدارات المسؤولة عن ذلك حدث ولا حرج ٠٠!!٠
أظن الذي يعمل غصب عنه هو من يعمل في القطاع الخاص يلتزم خوفا و مراقبة شديدة ولذلك يظل النجاح ٠٠
نحتاج إلى رقابة الله عز وجل و الضمير و الأخلاق قبل الردع من المدير ٠٠
فالمؤسسات الحكومية انهارت و مهلهلة شكلا و مضمونا على مرأى و مسمع وسط المحسوبية و توزيع الأدوار بالولاء لا الكفاءة فكل نائب و صاحب منصب يأتي برجاله الكل ينهش في الوطن و المواطن ٠٠
فالقانون عُرف جميل تم الإساءة له ، لكنه لا يطبق إلا على المقهورين بل نحتاج إلى روح القانون في المصارحة في كثير من الأمور التي لا تهدم الثوابت فهل من عودة حميدة ؟!٠
حقا نحتاج إلى تغيير حقيقي بداية من القاع الفرد أولا حتى قمة الهرم كي تستقيم المعادلة تارة أخرى و أنا كاتب هذه السطور أيضا قبلكم لا أذكي نفسي ٠٠ عفوا كلنا مخطيء لكن الاعتراف مهم و الصراحة في هذا الوقت العصيب و تصحيح المسار كي تظل المنظومة متناغمة وقلع النشاز الذي يحدث بلبلة و يتلف الصالح فيها و منها ٠٠
و من ثم نشعر بالأمان و الرخاء عندما يحصل كل منا على حقوقه بعدما يقدم الواجبات كما تعاقدنا عليها من قبل و أظن ليس بهين أمام التحديات و المعوقات و الأزمات الطاحنة و المتعاقبة ٠٠
و أقول بصراحة و يقين تحية للشرفاء في كل موقع كبير أو بسيط فهم أمل المستقبل في النهوض بالشعب قبل الدولة ٠
و أخيرا لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ٠٠
و على الله قصد السبيل ٠