ذكرى سبط وريحانة حفيد الرسول
قلم الشريف_أحمدعبدالدايم
الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، البعض قد لا يعرف من هو الامام الحسن رضى الله عنه ورضى الله عن والده الامام جد الأئمة سيدنا على بن ابى طالب، الإمام الحسن: هو فارس ابن فارس، ألم يحمل أبوه يوم خيبر باب الحصنِ ليتحصن به وليتترس به، يقولوا رواة الخبر فيما أخرج بن اسحق ” فحاولو ثمانية منا أن يحملو الحصنَ بعد ذلك فما أستطاعوا.
مولده: كان فى 15 رمضان عام 3 هـ وتوفى عام 49 هجرية و دفن بالبقيع ، هذا الطفل ترعرع وتربى على العِفّة، رأهُ جدهُ يمسك بتمرةٍ من تمر الصدقة، ضربه بلطف على ظهر يده وقال نحن لا نأكُل الصدقات يا حسن ليعلمه كيف يكون الورع وكيف تكون العِفّة، (فالولد سيّد): قال عنه الحبيب وهو صغير “ولدي هذا سيّد”، هم السادة يا من يجحد عليهم، رضيت أم لم ترضىَ، روى البخاري عن أنس بن مالك قال: “لم يكُنْ أحدٌ أشبهَ بالنبي صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم، من الحسن بن علي” البخاري، وقال الإمام الذهبي رحمه الله: كان الإمام الحسنُ بن علي سيدًا، وسيمًا، جميلًا، عاقلًا، رَزينًا، جَوادًا، مُمدَّحًا، خيِّرًا، دَيِّنًا، وَرِعًا، محتشمًا، كبير الشأن .
أخته الحوراء: زينب بنت علي اين أيي طالب المُلقبة بـزينب الكُبرى ولدِتْ 5 هـ بالمدينة المنورة ثالث أولاد فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم ) و أبنة الامام علي بن أبي طالب والأخت الشقيقة للسبطين الحسن والحسين.
أما الام فهى البضعة هى التى قال فيها الحبيب ما يُفرحُها يُفرحنى، وما يؤذيها يؤذينى، هي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله وابنة سيدة نساء العالمين خديجة، والإمام الحسن أكبر أولاد السيدة الزهراء وهو أكبر من الإمام سيدنا الحسين رضي الله عنه بسنة، وكُنيته أبو محمد، وهو أيضاً سبط رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم) وريحانته من الدنيا، وأحد سيدي شباب أهل الجنة.
أما عن جدته: السيدة خديجة الذى أوصى بها جبريل عليه السلام الى النبى ان الله يقرأها السلام، روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أتى جبريل النبي صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم ، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتَتْ، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب، عندما سمعت ذلك قالت الله السلام ومن الله السلام وعلى جبريل السلام
لكن الوالد …! تحدث عنه بلا غُبار، والده هو الذى قال عنه الحبيب المحبوب بأنه بوابة العلم حيث قال في حديث صحيح (أنا مدينة العلم وعليٌ بابُها) وقال له يا عليٌ انت مِنّيِ أى لولاى ما كانت سيرتُكْ، وما كنت انت على الذى انت عليه، أنت منى وأنا منك حيث ستنتشرُ سيرتى و عترتى من خلال صُلبِكْ، لذلك قال حبيبُنا فيما أخرج الهيفمىِ فى المجمع “كل بنى أبٍ عُصبتهُم إلى أبيهم إلا إبنَىّ علىّ فعُصبتهُم لى وأنا أبوهُمْ.
وكما أخرج أحمد فى المُسند، قابله أبى هريرة فى طريقه وقف له، وقال يا بن رسول الله أستحلفك بجدك أن تكشف لى عن موضعٍ كان يُقَبلُك فيه رسول الله ، فيكشف الحسن عن موضعٍ كان يُقبلهُ فيه رسول الله، فَيُقبله ابى هريرة.
نشأ: الشاب الحسن فرأى جدهُ فسمع منهُ وعُرفت عنه الرِقة لذلك كان اخيه سيدنا الامام الحسين يقول له وددتُ يا حسن أن يعطينى الله بلاغة لسانِك، فيقول الحسن وددتُ يا حسين ان يعطينى الله قوة يدك.
الإمام الحسن عُرفتْ عنه الرقة وعُرفتْ البلاغة ايضا ولذلك قال له سيّدُ البُلاغاء يوما والده علىّ بن ابى طالب، يا ولدى ” ألا تخطب مرة فأسمع” …؟؟، قال يا أبتاه إنى أستحى أن أقف بين يديك خطيبَ، فأختبأ سيدنا علىّ ذات مرة وترك الحسن يخطب، فلما سمعه بكىَ، وقال ذُريّةٌ بعضها من بعض والله سيمع عليم.
وحين وصلت اليه الخلافة ورأى أن معاوية رضى الله عنه يريد الحصول على ذلك، أرسل إليه، ثمَّ تنازل عن الخِلافة لمُعاوية في شهر ربيع الأوَّل من عام 41هـ، قال يا معاوية نحن احق الناس بها لكننى سأتركها لك حقنً لدماء المسلمين.
عاش الإمام الحسن رضى الله عنه طيل حياتة مثلاً فى الطاعة و العبادة ولقد حج 25 مرة ماشياَ على قدميه والنجائبُ (الدواب) تسعى بين يديه، وقال أستحى أن أذهب إلى ربي وأنا راكبٌ لدابةَ، ومن سخاء الإمام الحسن: دخل رضى الله عنه الى بستان لأحد الأنصار ذات مرة، رأى غلاماً “خادم” بيده رغيف، يأكل لقمةً ويعطى الكلب بجوارة لقمة، فتفرس سيدنا الحسن فيه حتى انتهى الغلام “الخادم” مما يفعل، ثم دعاه اليه، وقال لما تفعل هذا، قال يا سيدى هذا كلبٌ غريب, جاء إلى موضعنا وليس فى البستان كلاب، فعرفت انه غريبٌ فخشيت أن يخرج من عندنا وهو جائع، فما من الحسن ان سأل عن صاحب البستان واشتراه من صاحبه وأشترى الغلام ايضا ثم أعتقه لوجه الله ووهب له البستان.
قال له الغلام يا ابن رسول الله لقد اعتقتنى وهو فضلٌ منك مننتَ به عليّ، أُشهدُك أننى وهبتُ بستانى للذى وهبتنى له.
ثم ماذا كان إذا ذهب رضى الله عنه يتطوف بالكعبة، كان الناس تتسابق حتى كادو يحطمو البيت طلبا فى تقبيله أو الوصول اليه.
الختام:
نختتم هذه اللمحة بأن سيدنا الامام الحسن رأى فى منامه أن بين عينيه كُتبْ “سورة الاخلاص” ، قص ذلك على سيدنا سعيد ابن المُثيب فقال له يا ابن رسول الله لا أرى فى ذلك إلا قُربَ الاجل، فما عاش أياما حتى أًلقىَّ السُم له، فظل يعانى وقال له اخوه الحسين يا أبا محمد أتعرف الذى وضع السم لك، قال ولما يا ابا عبدالله لتقتله …؟، إنى أفوض أمرى الى الله ، ولما اشتد عليه الامر ووجد الحسين اخيه جزعا، فقال لما يا أبا محمد أراك جزعا، قال يا أُوخيّ أمرٌ من أمر الله لم أئلفُه من قبل، قال أبا عبد الله الحسين يا أبا محمد أبشر فأنت الآن قادمٌ على جدك رسول الله، وعلى جدتك خديجة، وعلى أمك فاطمة، وعلى أبوك علىّ، وعلى عمك جعفر، و على عمك حمزة.
أهناك بشرى أكثر من هذا …!!
هذا هو الشرف الذى نال هذه الامة وتلك المصابيح التى تضىء الكون الآن من بقية آل البيت ستظل وضائةً فينا إلى يوم القيامة.
البلاغة منهلُها ومصبُّها ومنبعُها عندهم، السخاءُ هُمُ أصله، والعطاءُ هُمُ منبعهُ، والكرم أصولهُ مِنهُم.
شاهد أيضاً
أهل القرآن من أهل الله
أهل القرآن من أهل الله بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف فأهل القرآن من أهل الله …