ذاكرة موقدة
موقدة تتحدث عن نفسها تبيح وتفصح ثم تكتم وتحول كل ما فيها الى دخان ورماد
كيف لا وهي الشاهد الوحيد على أنفسنا على ذواتنا على احلامنا وتطلعاتنا على اشواقنا .ولكل منا موقدته التى ترافقه منذ ولادته حتى مماته
فهي أنيسة الوحدة ورفيقة الوجدانيات ملهمة الأحاسيس والشعور في اوقات الفرح والحزن وفي أوقات الشدائد أليست هي من تحارب الصقيع لأجلنا وتتحمل السنة النار لاطعامنا أو لتخلصنا من رواسبنا… رواسب العواطف والحب والخوف أنها بئر من الأسرار تحول كل اسرارنا الى رماد ودخان وتكوي جروحنا من الداخل حتى تكفر بنا الالم يتصاعد مع صوت عسيسها نغمة تعزف على اوتار السكون مقاماتها قوة وحجم وقودها، كلما زدتها زاد لهيبها وارتفع صراخ الحطب وبكاء مياهه من جراء الغليان والتبخر
تحمل ما باخليتنا نرسم على صفائح دخانها طلائع احلامنا
ننسج خيطان الكلمات قمصان ابيات وقصائد وتتوه بنا الاحرف وكانها جمل مكونة من نوتة دخان.
نلبسها عباءة الصقيع وتلبسنا رجاء الدف، دف القلوب دف المعاني الساكن في اردفة، الحنين، وهو آت على صهوة حصان الشوق، الى بادية الذاكرة،. تنتشر بين اشلاء الغيم بعد معركة مع المطر، سلاحها سيوف البرق، وصواعق الرعد، كالقنابل الصوتية تحي فينا ملاذات الامان، ولا تقف عند حدود الجمال. تتخطى الوصف بالحرق فتحرق كل وصف جميل
لتعيد رسم واقعنا على ارتفاعات الخيال لكنها تبقى عاجزة
عن تحويل مواصفات تلك المجنونة القابعة باعماقي اللامبالية لا لنار ولا لكلاء ولا لماء ولا للهوى ولا للهواء جالسة فوق اللهيب يرسمها الدخان باجمل صورها وهي نار وكيف للنار في الموقدة ان تحرق اوراقها وهي حارسة الصقيع وذاكرة موقدة
سلام عليك وان لم تحب السلام……
بقلم مرهج حسن نجم