بقلم : د.جيهان رفاعي
تعتبر مصر من أكثر دول العالم اعتمادا على التكتولوجيا الحديثة لتحقيق الإرتقاء بالإنتاجية في كافة قطاعات الزراعة نظرا لمحدودية الموارد الطبيعية الزراعية بالنسبة لعدد السكان المتزايد دوما، وقد أدركت مصر هذه الحقيقة منذ وقت طويل حتي أن إنشاء الأقسام الفنية في مطلع القرن العشرين سبق إنشاء وزارة الزراعة ذاتها، ومن ثم كان إهتمام العالم بتنمية القدرات البحثية في الأقسام الفنية في إطار وزارة الزراعة، والتي تبلورت مع بداية السبعينات في إنشاء مركز البحوث الزراعية.
فهو الصرح العلمي الأول في مصر المتخصص في إجراء البحوث التطبيقية والأكاديمية المرتبطة بالإنتاج بهدف توليد فيض مستمر من التكولوجيا الزراعية التي تكفل الإرتقاء بالإنتاجية وخفض تكلفة الإنتاج ونقل التكولوجيات الجديدة إلى حقول التطبيق من خلال الإرشاد الزراعي ومتابعة تطبيقها وتطويرها إن لزم الأمر وكذلك التدريب المتواصل للقدرات البشرية، وقد حقق مركز البحوث الزراعية في السنوات السابقة خاصة في العقديين الأخريين العديد من الإنجازات ساهمت في تخطي أزمة الغذاء العالمي التي ضربت جنبات العالم.
☆وكانت فلسفة البحث العلمي بمركز البحوث الزراعية هى:
أن الزراعة المصرية لها تاريخ طويل ممتد لآلاف السنين ومنذ عهد الخمسينيات من القرن الماضي وقد واجه القطاع الزراعي كثير من المتغيرات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، مما ترتب عليه حدوث تطور واضح في نمط الإنتاج الزراعي، مع سيادة نظام العولمة والحدود المفتوحة وإنتشار مبادئ الحرية الإقتصادية وخضوع التجارة في السلع الزراعية والصناعية
لآليات السوق ونظرية العرض والطلب والمنافسة الحرة تطلب ذلك جهدا مضاعفا من علماء البحوث الزراعية لمواكبة التقدم العالمي في مجال الزراعة.
ويري مركز البحوث الزراعية بقيادة الأستاذ الدكتور/ عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية أن تحديث الزراعة المصرية يستند إلى تطبيق أساليب الزراعة الحديثة ونتائج البحوث العلمية. فلا شك أن الطريق الأساسي والركيزة الرئيسية في هذا السبيل هي إستخدام العلم والتكنولوجيا في كل نواحي التنمية وتخصصات العلوم الزراعية والأنشطة الزراعية، نقلاً عن البيان أن من أهم مقومات الدولة المصرية وجود القاعدة العلمية القادرة على تحمل مسئولياتها وتشير الإحصاءات والبيانات إلى كبر حجم مجتمع العلم والتكنولوجيا في الزراعةالمصرية وينتشر العلماء والباحثين في مراكز البحوث التابعة للوزارات المختلفة وفي الجامعات والمعاهد ونسبة كبيرة منهم بلغوا مستوى ممتاز من العلم والكفاءة واثبتوا جدارة وتفوق تشهد به الهيئات الدولية. هذه الطاقات وتلك الكفاءات لابد أن يستفاد بها على أن توجه التوجيه الأمثل في اطار استراتيجية واضحة المعالم وبرامج مخططة بكفاءة لخدمة التنمية بالدولة، علاوة على ذلك توجد فئات من العلماء المصريين المغتربين والمعارين ممن يعملون في الدول الأجنبية والهيئات الدولية يمكن الاستفادة بخبراتهم وجهدهم لأن المهمة الأساسية للبحوث الزراعية في مصر تتمثل في توليد التكنولوجيا محليا أو استيرادها من الخارج لحل المشكلات التي تواجه التنمية الزراعية.
☆المقومات الأساسية للاستفادة من البحوث الزراعية:
من الثابت أن البحث العلمي في مجال الزراعة هو المحرك لكل الأنشطة الزراعية والدافع إلى التنمية وتحقيق معدل نمو رفيع المستوى وإحداث نهوض شامل بالقطاع الزراعي شريطة توفر مقومات أساسية لهذه البحوث لعل أهمها ما يأتي:
– إنشاء قاعدة بيانات إحصائية دقيقة لإتاحة الفرصة للباحثين للإستفادة من نتائجها وكيفية تطبيقها علي أسس سليمة.
– الإستفادة الكاملة من الطاقات العلمية البحثية مع تحديد مسئولية كل جهة بحثية فى البرامج القومية.
– الإستفادة من المنظمات العلمية والبحثية، ومن الأوفق توثيق الروابط مع هذه المنظمات الدولية والإقليمية من أجل الإستفادة منها بأقصي حد.
– توفير الإستقرار والحوافز للباحثين
– تطوير جهاز الإرشاد الزراعي
– توفير مستلزمات الإنتاج والخدمات الزراعية
– تطوير تكنولوجيا الخدمات التسويقية
-و يعتبر مركز البحوث الزراعية فى مصر الصرح الأكبر المسؤول عن دفع التنمية الزراعية إلى الأمام حيث يعتبر مركز البحوث الزراعية قاطرة التنمية الزراعية في مصر ولقد انشأ ليتولي وضع وتنفيذ مشروعات وبرامج وخطط واستراتيجيات البحوث الزراعية التي تستهدف النهوض بالإنتاج الزراعي النباتي والحيواني رأسياً وأفقياً، كما يستهدف نشر نتائج البحوث وتداولها وتعميم تطبيقها بواسطة الزراع.
يضم مركز البحوث الزراعية ١٦ معهداً (أحدثها معهد بحوث البيوتكنولوجي والهندسة الوراثية) وعشرة معامل مركزية و١٩ محطة بحوث (أحدثها محطة بحوث توشكي) ، ٢٢ إدارة تجارب زراعية تغطي جميع محافظات مصر، ويعمل بهذا المركز أكثر من ٥٥٩٣ خبيراً يحملون شهادات الدكتوراة والماجستير في مختلف فروع وتخصصات العلوم الزراعية. و يعتبر مركز البحوث الزراعية هو المحور الأساسي في تنفيذ الحملات القومية لإستنباط أصناف وسلالات جديدة من الحبوب وتحسين الأصناف الحالية، وجودة وإستنباط محاصيل الألياف والمشروع القومي للنهوض بالمحاصيل الزيتية والسكرية والحاصلات البستانية ورفع كفاءة الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية. ومشروع تطوير نظم الري والصرف وتحسين خواص التربة وبحوث تكنولوجيا الغذاء والأعلاف ومشروع التوسع في الدراسات الإقتصادية والإحصائية والهندسة الوراثية والهندسة الزراعية، بهدف توليد فيض مستمر من التكنولجيات التي تكفل وتحسن من جودة المنتج وفتح آفاق جديدة للتصدير، مما يسهم في التوسع في الزراعة النظيفة وزيادة مساحة المزارع البحثية وتطويرها ونقل التكنولوجيات.
وتعد إستراتيجية التنمية الزراعية القيام بثلاث مهام رئيسية هي.
أولاً: إجراء البحوث التطبيقية والأكاديمية المرتبطة والخاصة بالعمليات الزراعية مما يزيد من القدرة الإنتاجية لها على دعم وتطوير نظم وطرق التربية السليمة من خلال تطوير إدارة نظم المعلومات الإرشادية.
ثانياً: نقل التكنولجيات الجديدة إلى حقول التطبيق
ثالثاً : التدريب المتواصل للقدرات وتطويرها أذا لزم الأمر.
ويعتبر مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي هو
أكبر مركز بحثي زراعي في الشرق الأوسط والمنشأ بالقرار الجمهوري
رقم ١٢٥ لسنة ١٩٧١.
كما تم إنشاء معهد بحوث الإرشاد الزراعى وفقا للقرار الوزارى عام ١٩٨٥، والقرار الجمهورى لعام ١٩٨٨، ضمن معاهد ومعامل مركز البحوث الزراعية المطلوبة لتنمية القطاع الزراعى والمجتمع الريفى، وتتضمن رؤيته تحسين نوعية الحياة الريفية من خلال إجراء البحوث التطبيقية مع تحديد المشكلات والإحتياجات التعليمية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع الريفى … ويتكون المعهد من خمسة أقسام بحثية وهى : قسم بحوث الطرق والمعينات الإرشادية، قسم بحوث البرامج الإرشادية، قسم بحوث التنظيم والتدريب الإرشادي، قسم بحوث المجتمع الريفى، قسم بحوث تنمية المرأة الريفية … ويتم من خلال أنشطة المعهد بناء البرامج الإرشادية فى مختلف مجالات الإنتاج الزراعي وتنمية الموارد البيئية الريفية وبناء البرامج التدريبية لتنمية قدرات الموارد البشرية، تحديد مشكلات الريفيين واحتياجاتهم الإرشادية التعليمية لوضع السياسة الزراعية الكفيلة بحل هذه المشكلات ومقابلة تلك الإحتياجات من خلال تنظيم ارشادى فعال يتوخى الحفاظ على الموارد البيئية بحسن إداراتها وصيانتها مراعاة للأجيال القادمة، وكذلك تدريب العاملين فى القطاع الزراعى والمجتمع الريفى لإعداد كوادر من العاملين والقيادات المحلية الريفية لتنفيذ الأنشطة الإرشادية باستخدام أنسب الطرق والمعينات الإرشادية وفقا لاستراتيجية واضحة تربط نظم المعرفة الموروثة والعلمية والمعلومات التقنية الزراعية وذلك بالتنسيق والتعاون مع المعاهد البحثية المختلفة في المجالات المختلفة و الحملات القومية للنهوض بالإنتاج الزراعى مع تقييم نتائجها للتعرف على مدى تحقيق أهدافها المنشودة ومساهمتها فى تحقيق التنمية المستدامة … و معهد الإرشاد رغم قلة أعداد باحثيه إلا أن له دور هام يقوم به على أكمل وجه، وقد لاحظنا ذلك فى الإنجازات التى تمت خلال هذا العام تحت قيادة الأستاذ الدكتور/ ياسر حيمرى مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية والمنسق العام للبرامج الإرشادية بمركز البحوث الزراعية، فقد شهد المعهد نشاطا مكثفا أنجز فيه ٩٥٪ من الخطة بمساعدة الأساتذة وجميع العاملين بالمعهد. فهو يهدف دائما إلى تقديم رؤى ومقترحات تطويرية تهدف إلى تحسين بيئة العمل داخل المعهد ويعرف بتعاونه البناء واخلاقه الرفيعة التى جعلت منه عنصرا مؤثرا ومحل تقدير واسع من قبل زملائه والمجتمع البحثى ويعبر العديد من أعضاء الهيئة البحثية عن تقديرهم العميق لما يبذله الدكتور ياسر حيمرى من جهود مستمرة فى سبيل دعم مسيرة البحث العلمى وتوفير بيئة تقييم عادلة ترتقي بمستوى الكفاءات فى مجال الإرشاد الزراعي بالمعهد، ويستمر معهد البحوث الإرشادية فى تنفيذ برامجه التدريبية على مستوى الجمهورية، انطلاقا من دوره فى تحقيق التنمية الريفية المستدامة وتمكين الفئات المهمشة وعلى رأسها المرأة الريفية.