أخبار عاجلة

دعوني أستريحُ إلى جنوني

دعوني أستريحُ إلى جنوني
أنا المجنونُ في أرض العربْ***فقدتُ الأصلَ فانْتحر النّـــــــــسـبَْ
أُفتّشِ في بلادي عن لسانٍ***به الــفرقانُ علَّمــــــــــــــــــني الأدبْ
وأسألُ في الصّباح وفي المساء***لماذا نحنُ نهْبطُ في الرُّتـــــــــبْ؟
فما وجدَ السّـُــؤالُ لنا جواباً***ولا انْتفضَ المُثقَّـفُ في العــــــــــربْ
فهل حُـدِّثْـتَ عنْ وطنٍ يتيمٍ***تُلاحِقُــهُ المـــــصائبُ والكــــــــربْ؟
////
دعوني أستريحُ إلى جنوني***وأُغْمضُ أعْـيُني خلْف الجُــــــــــفونِ
سئمتُ من التَّحمُّـل في بلادي***وضاقَ الصَّدرُ فانْهمرت ظُنــوني
ومنْ كأْسي شربتُ العيشَ مرّاً***وخطوي سالكٌ سُبل الجـُــــــــــنونِ
ومنْ قَلمي سكبْتُ الدّمعََ حبراً***فزادَ تَعاستي ســــــــخَطُ المُـــــجونِ
وأشربُ إنْ وردتُ الماء غمّــــاً****بفعل تســـــــــــلّطُ أدْمى عُيوني
////
غداً سنرى إذا انْقشع الغــــبارُ***بأنَّ الشرَّ أنْبـــــــــــــــــتهُ الكــبارُ
وأضحى اللّيلَُ في وطني عقاباً***كأنَّ اللّيل ليـــــــــــــــسَ لهُ نهارُ
دعوْتُـكَ يا شبابُ فلمْ تُجبْني***وكيفَ ستَهـــــــــــتدي والجهْل عارُ؟
أجبني يا شباب فأنت حلمي***وأنت محـــــــــــــــــرّري ولك اقتدار
ولست بتارك وطني أسيرا***إلى أن يكسر القــــــــــــــــــيد القـرار
////
سأصرخ بالصّريح من المعاني***وأنتزع الشّــــــهامة من لســاني
وتحملــــــني إلى الإبداع أمّ***عروبتها تعــــــــشّش في كيــــــاني
يقول لي الضّباع غدا سنرقى***وقد رحل الزّمان من المـــــــــكان
ولو علم الرّعاع متى سنصحوا***لفــــــــــرّوا قبل زلزلــت الأوان
ولكنّ الصّــــــــــباح لنا قريب***إذا ما الحـــــــرف هاجم بالبـــيان
////
تعلّم كي تكون من البـــشر***فإنّ الجهل يفقــــــــــــــدك البــــصر
وإن تجمد فليس لك انعتاق***كأنّك في الوجود من البــــــــــــــــقر
سيحلبك الذّئاب متى أرادوا***وتســـــــــــحل كي تظلّّ بلا نـظـر
تعلّم ما استطعت بكلّ عزم***فإنّ العـــــلم أفضل للبـــــــــــــــشر
ولو علم العـــباد لكان خيرا***تبارك بالقـــــــــــــــــضاء وبالقدر
////
تعلّم فالتّعـــــلّم كالذّهب***وجهل النّاس يجعــــــــــــــــــلهم لعــب
ألم تر أنّ أهل الغرب أضحوا***عباقرة المـــــــــــعارف والأدب
أشاعوا العدل بين النّاس حكما***فسادوا في الدّهور وفي الحقــب
ومن إبداعهم صنعوا المعالي***كما اخترعوا العجيب من العجب
كأنّ عقولهم في العلم شاخت***وأنّ عقولنا أمســـــــــــت حطـب
////
نسمّي أهلنا بالمسلمينا***وننهب بعضنا نـــــــــــــــــهبا مشيـــنا
ترانا ساجدين بلا خشوع***ونبطش بالضّـــــــــعاف مقـــنّعــينا
يهـــــدّدنا ويوعدنا يهود***أتوا لبلادنا مســـــــــــــــتوطـنيـــــنا
كأنّ شعوبنا أقنان عصر***تربّع فوق جهل الجــــاهلــــــــــــينا
وإنّ الذّلّ في الأوطان عار***سنصبح في الحـــياة له طحــــينا
محمد الدبلي الفاطمي

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …