بقلم رجب أبو الحسن
قصة صغيرة كده حابب أحكيها لكم، لو فاضيين يعني، هي الحقيقة مش قصة أوي يعني، نقدر نسميها قصيصة ( اللي هو تصغير قصة ) ، وده غير لفظ (أقصوصة) اللي بنطلقه على القصة التي تتكرر روايتها، معلش استرسلت في المقدمة، والجو حار والناس زهقانه، علشلن كده هنخش في الموضوع ، نخش في الموضوع ( بصوت الراحل طلعت زكريا ) في عام 1992 أقيمت بطولة كأس الأم الأوروبية لكرة القدم بدولة السويد – اللي هي إحدى دول شمال أوروبا مع النرويج والدنمارك و أيسلندا وفنلندا المسماه بالدول الاسكندنافية- في التصفيات المؤهلة للبطولة ، ما قدرش منتخب الدنمارك انه يتاهل، حيث تاهل كاول مجموعته منتخب يوغوسلافيا القوي وحلت الدنمارك ثانية فلم تتاهل، يعني أصلا كان المفترض ان البطولة مقامة بدون منتخب الدنمارك، تمام؟ يقوم يحصل اي؟ تندلع حرب البوسنة والهرسك ….
تندلع حرب البوسنة والهرسك، واللي كان أطرافها، البوسنة والهرسك، و يوغوسلافيا، وكرواتيا، فيحصل إيه؟ يصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA قرار بموجبه تحرم يوغوسلافيا من المشاركة – وتستاهل طبعا ضرب الجزم كمان – نظرا لاشتراكها في الحرب الغاشمة، علشان تحل الدنمارك محلها ، بصفتها صاحبة المركز الثاني في مجموعتها، رزقها بقا، لحد كده الموضوع تقريبا عادي، لكن اللي حصل شيء غير مقبول بالذات من اللي بيمنطق كل شيء، اللي بيحسبها بالورقة والقلم. لاعبو المنتخب الدنماركي كانوا في الميه بيبلبطوا ، اه كانوا في المصايف، لأنه خلاص الموسم الكروي بالنسبة لهم انتهى، الدوريات الأوروبية انتهت، وهمه المفترض بره البطولة الأوروبية، لكن ما باليد حيلة، يلا با رجالة ما فيش اجازة ، حاجة تفكرك بعادل امام والراحل احمد راتب من فيلم واحدة بواحدة ( الفنكوش ) ، و لم معانا يا عبد العال بصوت المبدع احمد راتب…
المهم تبدأ البطولة ، و تقع الدنمارك في مجموعة نارية ضمت ، انجلترا ، وفرنسا ( الجارين اللدودين ) وما أدراك ما انجلترا وفرنسا، بجانب السويد صاحبة الأرض، المنطق بيقول ايه؟ الدنمارك تتذيل المجموعة، لكن اللي حصل انها صعدت ثانية بعد صاحب الأرض، وخرج الإنجليز ساحبين الديوك ف ديلهم، في نصف النهائي – ما هو كان عدد فرق البطولة 8 فرق بس ف وقتها – تتقابل الدنمارك مع هولندا وما ادراك ما هولندا حاملة لقب البطولة السابقة 1988 وعندها جيش من السحرة يتقدمهم الفنان رود خوليت، والمهاجم المثالي فان باستن،ورمانة الميزان ريكارد، و المدفعجي رونالد كومان، مين يفوز؟ طبعا هولندا و دي عايزة كلام ، لا ، الدنمارك فازت ما هي زاطت بقا ، بصوت عمنا سعيد صالح الله يرحمه في مسرحية العيال كبرت …
عدينا مطب هولندا يا رجالة، ها فاضل مين؟ أوبا الماكينات الألمانية، أبطال كأس العالم 1990،و اللي كان وقتها فريق أجارك الله ، جيل من اللاعبين منيم العالم كله من المغرب مش بس أوروبا، ،هاسلر، وماتيوس، وكلينسمان، وفولر، دول هيتغلبوا ازاي؟ دول من سنتين معيطين مارادونا وكتيبته، يعمل ايه مصيفو الدنمارك؟ تنتهي المباراة 2 الجبنة، صفر الآلات، الدنمارك بطلة كأس امم أوروبا 1992، إزاي ده؟ حصل إزاي؟ اقولك….
الدنمارك فازت عشان لعبت البطولة ومعاها صفر ضغوط، ما كانوش مطالبين غير انهم يقدروا يكملوا ال90 دقيقة بتاعة كل ماتش من غير ما تستقبل شباكهم نص دستة اهداف، اه الفريق كان بيضم لاعبين مميزين أمثال الأخوين لاودروب، والحارس الرائع شمايكل، لكن اللي جاب النصر مش المهارة بس، حاجة تانية اهم و هي إنهم كانوا الأكثر هدوءا ، كانوا فاي ضغوط بلغة أهل الرياضيات، ما تحملش نفسك فوق طاقتها ، نفض عنك أي ضغط، نفض للي يضغطك، قول له – بصوت ماجد الكدواني – ما تقرفناش لأننا أصلا قرفانين، خليك دنمركي يا عم، بس قبلها اعقلها و توكل ، خد بالأسباب طبعا، بس اوعى تنسى ان النجاح عطية رب الأسباب ،فوتكم بعافية