خطر الإصابة بالأمراض والآفات
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره، من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه، كتب الفلاح لمن إتبعه وإحتكم إلى شرعه، ففاز في الحال والمآل صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الكثير عن البيئة ومقصد حفظ النفس، وهذا المقصد يراد به المحافظة على الحياة الإنسانية، بدنا ونفسا، من كل ما يمثل خطرا على أحدهما أو كليهما، ويترتب عليه إما إفناء الأرض من الجنس البشري، أو تعريض الإنسان لخطر الإصابة بالأمراض والآفات التي تهلكه، ويوضح ابن عاشور معنى حفظ النفس، فيقول ومعنى حفظ النفوس.
هو حفظ الأرواح من التلف أفرادا وعموما، لأن العالم مركب من أفراد الإنسان، وفي كل نفس خصائصها التي بها بعض قوام العالم، وليس المراد حفظها بالقصاص، كما مثل بها الفقهاء، بل نجد القصاص هو أضعف أنواع حفظ النفوس لأنه تدارك بعد الفوات، بل الحفظ أهمه حفظها من التلف قبل وقوعه، مثل مقاومة الأمراض السارية وقد منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجيش من دخول الشام لأجل طاعون عمواس، والمراد من قول النفوس المحترمة في نظر الشريعة، وهي المعبر عنها بالمعصومة الدم، ألا ترى أنه يعاقب الزاني المحصن بالرجم مع أن حفظ النسب دون مرتبة حفظ النفس، ويلحق بحفظ النفوس من الإتلاف حفظ بعض أطراف الجسد من الإتلاف، وهي الأطراف التي ينزل إتلافها منزلة إتلاف النفس في إنعدام المنفعة بتلك النفس.
مثل الأطراف التي جعلت في إتلافها خطأ الدية كاملة ” ولا بد من الإشارة إلى أن حفظ النفس يستلزم عدة إجراءات تستهدف في النهاية صيانة الحياة الإنسانية، وصيانة الحياة الحيوانية، على السواء ومن هذه الإجراءات هو أن حرم الإسلام قتل النفس، وعد قتل نفس واحدة بمثابة قتل البشرية كلها، وحرم قتل الإنسان لنفسه، وهو ما يسمى بالإنتحار، وتوعد من يفعل ذلك بالعذاب الأليم يوم القيامة، وكما حرم قتل الحيوان، إلا إذا كان مؤذيا للإنسان فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خمسا من الدواب يقتلن في الحل والحرم وهم الغراب والحدأة والفأر والعقرب والكلب العقور، أما ما لا يؤذي الإنسان، فينبغي أن يعامل برفق، لا تعذبه، ولا تعتدي على حقه في الحياة لأن له دورا في المحافظة على التوازن البيئي، ومن ثم فقد ورد في الحديث الشريف.
” دخلت امرأة النار في هرة، حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض” ومن هذه الإجراءات كذلك هو دعوته إلى دفن الموتى في التراب، وعدم ترك الجثث في العراء صيانة للبيئة من أن تنتشر فيها الأمراض والأوبئة التي تفتك، وكذلك دعوته إلى ضرورة التداوي والعلاج فتداووا عباد الله، فما أنزل الله من داء، إلا جعل له دواء، هذا وصلوا علي سيدنا حبيبنا محمد حيث قال صلى الله عليه وسلم “من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق.
وعثمان ذي النورين وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
 جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية –  شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية –  شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
 
   
   
   
  