خطبة عيد الأضحى ” الثانية “كما يراها الكاتب محمـــد الدكـــرورى

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

الله أكبر، الله أكبر،  الله أكبر ما لبس الحجيج ملابس الإحرام، الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدؤوها بالتحية والسلام، الله أكبر ما استلموا الحجر، وطافوا بالبيت، وصلوا عند المقام.

 

الله أكبر ما اهتدوا بنور القرآن، وفرحوا بهدي الإسلام، الله أكبر ما وقف الحجيج في صعيد عرفات، الله أكبر ما تضرعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات، الله أكبر ما غفر لهم ربهم، وتحمل عنهم التبعات، الله أكبر ما رموا وحلقوا وتحللوا ونحروا، فتمت بذلك حجة الإسلام، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله الذي جعل الأعياد في الإسلام مصدرا للهناء والسرور.

 

الحمد لله الذي تفضل في هذه الأيام العشر على كل عبد شكور، سبحانه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ربنا لك الحمد سرا وجهرا، ولك الحمد دوما وكرا، ولك الحمد شعرا ونثرا، لك الحمد يوم أن كفر كثير من الناس وأرشدتنا للإسلام، لك الحمد يوم أن ضلّ كثير من الناس وهديتنا للإيمان، لك الحمد يوم أن جاع كثير من الناس، وأطعمتنا من رزقك، لك الحمد يوم أن نام كثير من الناس، وأقمتنا بين يديك من فضلك.

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أشرف المرسلين واعلموا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم ” يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”

 

فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم، فإننا بهذه المناسبة العظيمة مناسبة عيد الأضحى المبارك نؤكد عليكم صلة الأرحام ومواساة الفقراء والأيتام والإحسان إلى الأرامل والمساكين، فقد قال عليه الصلاة والسلام “أطعم الطعام وصل الأرحام وصلى بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام”.

 

وتذكروا أن قطيعة الرحم من الكبائر، فلو كانت رحمك لا تصلك فصلها فلك بذلك ثواب عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم ” صل من قطعك” فلا تقل لا أزوره حتى يزورني من قطعني، كما نذكركم بعدم زيارة القبور يوم العيد لأنه يوم فرح ولكن زوروها بعد العيد والأيام العادية لقوله صلى الله عليه وسلم ” زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة” رواه البيهقي، والدعاء لأصحابها المسلمين وقرءاة القرءان لهم.

 

 

لقوله صلى الله عليه وسلم ” اقرءوا يس على موتاكم” رواه النسائي وابن حبان، فإنهم ينتفعون بذلك إن شاء الله، فلك الحمد ربنا عدد الحجر، لك الحمد عدد الشجر، لك الحمد عدد البشر، فإن الأعياد في الإسلام تبدأ بالتكبير، وتعلن للفرحة النفير ليعيشها الرجل والمرأة، ويحياها الكبير والصغير، أعيادنا تهليل وتكبير.

 

فإذا أذنا كبّرنا الله، وإذا أقمنا كبّرنا الله، وإذا دخلنا في الصلاة كبّرنا الله، وإذا ذبحنا كبّرنا الله، وإذا وُلد المولود كبّرنا الله، وإذا خضنا المعارك كبّرنا الله، وإذا جاء العيد بالتكبير استقبلناه وقلنا الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، إنه تنفيذ لتوجيهات الله عز وجل فيقول تعالى “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”

 

وكان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قبة في منى، فإذا جاء العيد كبّر عمر فكبّرت منى، فكبّرت الأرض، وكأنك أمام أمة تعلن أن الخنوع والخضوع لا يكونان إلا لله، وأن الذلة والانكسار لا يكونان إلا لذات الله، وأن الاستمداد والاستلهام لا يكونان إلا من الله، وأن العون والتوكل لا يكونان إلا على الله.

 

وأن الحفظ والاستعانة لا يكونان إلا بالله سبحانه وتعالى، فإن العيد كلمة ذات معنى فالعيد هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، وقد سُمّي العيد عيدا، لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد،والعيد في الإسلام كلمة رقيقة عذبة تملأ النفس أنسا وبهجة، وتملأ القلب صفاء ونشوة، وتملأ الوجه نضارة وفرحة، فهى كلمة تذكر الوحيد بأسرته، والمريض بصحته، والفقير بحاجته، والضعيف بقوته، والبعيد ببلده وعشيرته، واليتيم بأبيه، والمسكين بأقدس ضرورات الحياة.

شاهد أيضاً

️مابين الضلمات والنور نحن نتغير..

️مابين الضلمات والنور نحن نتغير.. كتب سمير ألحيان إبن الحسين __تصيبنا عوامل تعرية الحياة، وقليل …