خرجَ الكلامُ
بقلمي أنور مغنية
خرج الكلامُ
خرجَت كلُّ الذنوب نحو البحر
وخرجَ الجنونُ
الذي أُسمِّيه شِعر
الأشياءُ ترَكَت مكانها
وأشربُ النخبَ على طريقتي
أشربُهُ شهداً
أشربُهُ خَمر
أُلقيهِ تحتَ المطرِ
أُعلِّقَهُ فوق الشجرِ
ولا أسترجعهُ
مهما يكُن من أمر
لا يعنيني من لا يفقهُ
ولا يعنيني من لا يعرفُ
لا يعنيني اذا كان من الحكَّامِ
أو كان من وُلاةَ الأمر
خرجَ الكلامُ بالخفايا
خرجَ الكلامُ بالقصيدةِ
خرَجنا من الإيمان
وخرجَ الكفر
لا أحبُّ النور ولو كان من شمسٍ
ولا أحبُّ الكلمات
إن لم تخرج من ذاك الثغر
هذا الكلام يزهو كالطاووس
يرسمُ هلالاً وقوسَ قُزَحٍ
بين السماء وبين البحر
والقصيده فراشة
تجتازُ كلَّ خطوط العرض
خرج الكلام يلهثُ مثل الغيم
طائراً هائماً
حدودهُ بين السماء وبين الأرض
يدخلُ مرحلةَ التاريخ
ويسترجعُ رائحةَ الليمون
ينهضُ كطائر فينيقٍ
أنهكهُ الزُّخرفُ
أنهكهُ السِّحر
خرجَ الكلامُ من فمي
خرجُ الجنونُ الذي أسميته شعر
مخترقاً أعماقي كأنَّهُ عِطر
أنور مغنية 22 02 2022