خدمات ما بعد الموت
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
” كل من عليها فان “
-يبقى بعض الناس في الدنيا كرصيف مهمل، لا يلتفت إليه أحد، فإذا مات فاضت المحابر والحناجر بالود المتأخر ..
بعض الود والاعتذار المتأخر فاقد لنصف قيمته كقهوة باردة لا فائدة منها ..
إنها خدمات ما بعد الموت !!
هناك نفوس كأنها (مقبرة)
لا تحب ولا تتقبل ولا تحتضن
إلا الموتى فقط !!
أحد الإخوة يقول :
كنت أذهب مع أخي الأكبر إلى المدرسة
وأنا طالب في المرحلة الثانوية ،
كنت لا أحب سماع الأغاني،
وأخي بالعكس مهووس بها ..
وفي كل صباح كنا نمرّ بالقرب من مقبرة
وكان يغلق الصوت عند مرورنا بالمقبرة
وفي أحد الأيام سألته:
-لماذا تغلق الأغاني عند مرورنا بالمقبرة ؟
-فقال نحترم الأموات.
قلت والحي الذي بجانبك لماذا لا تحترمه
وتغلقها طوال ما هو معك؟!
علمت أن بعض الناس يحترم الأموات
ولو لم يعرفهم ، ولا يحترم بعض الأحياء
وهو يعرفهم..
لا أدري أكان لزامًا أن يحتاج الناس للموت ليخرج الذين حولهم من مشكلة الخرس العاطفي ..هل نحتاج إلى الموت لنتذكر ببر الوالدين، مسامحة صديق، الإحسان للجار، الشفقة على اليتيم..
سخِر من ذلك أحد المفكرين فحكى تلك المقولة المشهورة :
“مات جاري أمس من الجوع
وفي عزائه ذبحوا كل كل الخراف” !!
وردة واحدة أيها الأحياء
لإنسان على قيد الحياة
أزهى من باقة كاملة على قبره …
وكما تذكرون محاسن موتاكم ..
فلا تنسوا أن للأحياء محاسن تذكر وتشكر ..
فتحدثوا إليهم
وعبروا عن مشاعركم الآن ..
قبل فوات الأوان ،،
فكلنا راحلووون ويبقى طيب الأثر …