جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
متابعه/بركات الضمراني
أكد مصطفي ابوماضي خبير امن المعلومات انه في عصر أصبح فيه الإنترنت العمود الفقري للحياة اليومية من التواصل إلى التجارة والتعليم يثير احتمال انقطاعه بسبب الحروب قلقاً متزايداً. مع تصاعد الصراعات الإقليمية والعالمية مثل التوترات في الشرق الأوسط أو الحروب السيبرانية المتصاعدة
أصبح الإنترنت هدفاً استراتيجياً في النزاعات فهل يمكن للحروب أن تقطع هذا الشريان الرقمي وما هي التداعيات في هذا المقال نستكشف كيف يمكن للحروب أن تهدد الإنترنت وما يمكن فعله لتقليل المخاطر
البنية التحتية للإنترنت قوة وهشاشة
الإنترنت ليس مجرد شبكة افتراضية بل نظام معقد يعتمد على كابلات الألياف الضوئية البحرية الأقمار الصناعية مراكز البيانات ومحطات تبادل الإنترنت هذه البنية التحتية موزعة عالمياً مما يجعلها مرنة لكنها ليست محصنة ضد الأضرار. الكابلات البحرية التي تنقل أكثر من 95% من البيانات العالمية تمتد عبر المحيطات والبحار وهي عرضة للتخريب العمدي أو الأضرار العرضية الناتجة عن الصراعات
في الحروب الحديثة أصبح استهداف البنية التحتية الرقمية جزءاً من الاستراتيجيات العسكرية على سبيل المثال خلال الحرب الروسية الأوكرانية 2022-2025 تم توثيق محاولات لتعطيل الإنترنت في أوكرانيا عبر هجمات سيبرانية واستهداف محطات الاتصالات كما أثارت حوادث قطع كابلات في بحر البلطيق والبحر الأحمر في 2024 شكوكاً حول ارتباطها بالتوترات الإقليمية مما يبرز هشاشة هذه الأنظمة
كيف تهدد الحروب الإنترنت
الأضرار المادية للبنية التحتية
قطع الكابلات البحرية تمر الكابلات البحرية عبر نقاط استراتيجية مثل البحر الأحمر وقناة السويس وهي عرضة للتخريب بواسطة الغواصات أو السفن العسكرية في مارس 2024 تسبب قطع كابلات في البحر الأحمر في انقطاعات جزئية في مصر ودول الخليج
استهداف مراكز البيانات: مراكز البيانات التي تستضيف خوادم الشركات الكبرى مثل ميتا وجوجل قد تتعرض للقصف أو الهجمات مما يعطل الخدمات الرقمية
انقطاع الطاقة: تعتمد شبكات الإنترنت على الكهرباء واستهداف الشبكات الكهربائية في الحروب يمكن أن يوقف تشغيل أجهزة الإنترنت
الهجمات السيبرانية
الهجمات مثل الحرمان من الخدمة (DDoS) أو اختراق أنظمة الشبكات يمكن أن تعطل الإنترنت محلياً شهدت أوكرانيا في 2022 هجمات روسية استهدفت تعطيل الاتصالات الحكومية
برمجيات الفدية أصبحت أداة شائعة في الحروب السيبرانية حيث تستهدف شلّ الشبكات الرقمية
القطع المتعمد للإنترنت
بعض الحكومات تلجأ إلى قطع الإنترنت للحد من تنسيق الاحتجاجات أو نشر الأخبار على سبيل المثال شهدت السودان وإيران انقطاعات متعمدة خلال الاضطرابات الداخلية.
في حرب إقليمية قد تستخدم دول هذا التكتيك لتعطيل الاتصالات لدى خصومها
التحديات المرتبطة بالأقمار الصناعية
على الرغم من أن الأقمار الصناعية مثل ستارلينك قدمت حلاً في مناطق الحروب إلا أنها عرضة للتشويش أو الهجمات في 2023 واجهت ستارلينك محاولات تشويش روسية في أوكرانيا مما يظهر محدودية هذه التقنية
تداعيات انقطاع الإنترنت
انقطاع الإنترنت له آثار مدمرة
اقتصادياً: تعطل التجارة الإلكترونية وأسواق المال وتوقف سلاسل التوريد في 2024 تسببت انقطاعات الإنترنت في خسائر اقتصادية كبيرة في مناطق الصراع
اجتماعياً: يؤدي إلى عزلة المجتمعات مما يفاقم الفوضى ويصعب التنسيق الإنساني
أمنياً: يعطل الاتصالات العسكرية والإنسانية مما يزيد من المعاناة في المناطق المنكوبة
تعليمياً: يوقف التعليم عن بعد خاصة في الدول التي تعتمد على الإنترنت في التعليم
كيف يمكن حماية الإنترنت
تعزيز البنية التحتية
تنويع مسارات الكابلات البحرية لتجنب الاعتماد على نقاط ضعف مثل قناة السويس
بناء شبكات محلية مرنة تقلل الاعتماد على الإنترنت العالمي
تحسين الأمن السيبراني
تطوير أنظمة حماية متقدمة لمراکز البيانات ومحطات الاتصال.
تدريب الفرق على التصدي للهجمات السيبرانية في الوقت الحقيقي
الاعتماد على الأقمار الصناعية:
توسيع استخدام الأقمار الصناعية مثل ستارلينك مع تطوير تقنيات مقاومة للتشويش
إنشاء أنظمة هجينة تجمع بين الكابلات والأقمار الصناعية
التعاون الدولي:
وضع اتفاقيات لحماية البنية التحتية للإنترنت كجزء من القانون الدولي
إنشاء تحالفات لمراقبة وصيانة الكابلات البحرية
مصر ومخاطر الإنترنت
مصر بموقعها الاستراتيجي كمركز لكابلات الإنترنت عبر البحر الأحمر وقناة السويس معرضة للمخاطر في حال تصاعدت الصراعات الإقليمية، مثل التوترات في اليمن أو السودان. انقطاعات 2024 في البحر الأحمر أثرت على سرعة الإنترنت في مصر، مما يبرز أهمية تعزيز البنية التحتية المحلية ومع ذلك تعمل مصر على تطوير شبكاتها الرقمية من خلال مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة مما يعزز مرونتها
