حَبَاتُ المَطَرْ
الهاشمي البلعزي
مَطَرٌ مِنْ عَيْنَيْكِ
رَذَاذٌ وَ أُغْنِيَات
ذَاكَ البَحْرُ العَمِيقُ
لَا مَاءَ يَجْرِي…لا دُمُوع
إِلَّا اِشْتِهَاءٌ فِي العُرُوق
اِرْتِعَادَةٌ فِي المَفَاصِل
تَمَدَّدَتْ عَلى سَفْحِ الشُرُوق
وَ تَنَاثَرَ مِنْهَا الصَبَاحُ
بِنَسِيمِهِ العَذْبِ الرَقِيق
خُذْ نَفَسًا عَمِيقًا
لَا سَحَابَ غَدًا يَقِيك
المَدُّ أَوْغَلَ فِي السُهُول
أَيْنَ السَفِينَةُ ؟
نُوحُ مَرَّ مِنْ هُنَا
اليَومَ لَا صَدِيقَ
وَ لَا شَرِيك
أَثَرُ الفَرَاشَةِ كَانَ يَنْبُتُ يَاسَمِينًا
عَلَى أَجْنِحَةِ الطَرِيق
أَعْدَدْتُ مَائِدَةَ القَصِيدِ
وَ دَعَوتُهَا
نَشْرَبُ نَخْبَ الحُرُوفِ مَعَ النَشِيد
نَذْبَح الوَرَقَ مِنَ الوَرِيدِ إلى الوَرِيد
أَفْلَتَت سَاعَةُ الزَمَنِ الشَجِيّ
أَطْلِقْ رَصَاصَاتِ الحُرُوفِ
عَلَّهَا تَاْتِيكَ بِالقَبَسِ المُفِيد
حِبْرٌ سَرْمَدِيٌ
يَلْبَسُ حُلَّةَ الأَبْجَدِيَةِ
وَ يَرْفَلُ فِي عُذْرِيَّةِ القَصِيد
آهٍ كَمْ اِحْتَالَت قِطَعُ الحَلْوَى
عَلى الطُفُولَة
وَ كَمْ وَرْدَةً أَثْنَتْ عَزْمَ
القَطِيعَةِ بَينَ الحَبِيبِ وَ الحَبِيب
الحُبُّ خُرَافَةٌ أَزَلِيَّةٌ
تَهَابُ النِهَايَة
تَحْمِلُهَا أَكُفُّ الصُمُود
الحُبُّ فَاكِهَةٌ صَيْفِيَّةٌ
نَطْلُبُهَا هَلْ مِنْ مَزِيد ؟
الحُبُّ يَخْتَارُنَا
وَ يَصَفِّقُ كَي نَعُود
لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ بَابٍ
أَلِجُ بَيْتَ النُبُوءَةِ ؟
عَلِّمِينِي مَنْطِقَ الطَيرِ
لِكَي أَكُون
هَبْ أَنَّ عُيُونَهَا أَمْطَرَتْ
عِطْرًا وَ نُور
وَ أَنَّنَا كَرَعْنَا بِأَلْسِنَةِ العَصَافِير
مِنَ الوَرَق
وَ أَنَّنَا سَبَحْنَا بَيْنَ أَلْوَانِ الشَفَق
هَبْ أَنَّنَا عَلَى بِسَاطِ الحُبِّ
نَعَسْنَا وَ لَمْ نُفِق
دَخَلْنَا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِقَة
خَوْفًا مِنَ العُيُون
حَدَّثَتْنِي مَرْيَمُ حَتَى أَذَّنَ الدِيكُ
عَلَى صَوْمَعَةِ الغِيَاب
غَرِيبَانِ نَحْنُ فِي مُدُنِ الضَبَاب
غَرِيبَانِ لَا صَدِيقَ وَ لَا كِتَاب
لَا شَيئَ يَحْلُو إِنَّهَا مُدُنُ الذُبَاب
اثْنَانِ نَحْنُ لَا قِطَارَ
يُعِيدُ عَلَيْنَا بَرَاءَتَنَا
أَوْ يُعِيدُنَا
إِلى عَتَبَاتِ الشَبَاب
هَوِنْ عَلَيك
اِشْتَهِي خَمْرَ العَيُون
وَ سُيُولًا مِنْ حَنِين
اِشْتَهِي المَطَرَ مِنْ عَيْنَيهَا
رِيحُ يُوسُفَ مَازَالَت تَطُوف
أَغِرِقِينِي فِي الغَرَام
أَشْرَفْنَا عَلى قِمَمِ الأَمَانِي
هَيَّا نَقْتَلِعُ اليَقِين
بَوِئِينِي
صَادِقًا وَ صَدِيق
فِي السِنِين
قُرُنْفُلَةٌ أَنْتِ
إِذَا عَجَّتْ مَدَائِنُهُمْ أَنِين
كَمْ لَبِثْنَا ؟
نِصْفُ قَرْنٍ أَو يَزِيد
رُبَّمَا طَالَ الحِسَابُ
وَ لَمْ يَعُدْ بِوِسْعِنَا
كَشْفُ النِقَاب
أَوْ تَحْدِيدُ اللَدْغَةِ الأُولى
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الغِيَاب
آخِرُ رَحَلَاتِ التُرَابِ
إِلى التُرَاب
هَيَّا نُرَوِّضُ أَيَامَنَا للاِنْسِحَاب
يَرْتَطِمُ المَوْجُ بالصَخْرِ
لَا مَفَرْ
إِنّهَا صَعْقَةُ الكَبْشِ الأَغَر
دَمْعَةٌ طَفَرَتْ مِنْ عَيْنِ حُورِيَةٍ
كَانَتْ تَنْتَظِر
لَا مَفَر
البَحْرُ يَحْتَضِنُ حَبَات المَطَر
لَا مَفَر
عَذْبَةٌ أَنْتِ كقَطَرَاتِ المَطَر
هَاتِ كَفَكِ لَا مَفَر
الهاشمي البلعزي
في
03/03/2022