حين يغيب الضمير… لا قانون ينصف ولا قاضٍ يُجبر الكسر

حين يغيب الضمير… لا قانون ينصف ولا قاضٍ يُجبر الكسر

بقلم: هبة هيكل

 

في كل يوم، نجد منشورات تتحدث بغضب عن محكمة الأسرة:

> “حبست الراجل، خربت البيت، يتمت الأطفال، قطعت صلة الرحم!”

وتمر هذه الكلمات على القلوب سريعًا، وتُستقبل بالعاطفة لا بالعقل…
لكن دعونا نسأل أنفسنا:
هل فعلًا محاكم الأسرة هي السبب؟ أم أن الواقع أعمق من مجرد “منشور غاضب”؟

⚖️ أولًا: من الذي يُحبس؟

دعونا نوضّح حقيقة قانونية بسيطة:

> محكمة الأسرة لا تُصدر أحكام حبس.
هي تختص بالنفقة، الحضانة، الرؤية، الطلاق، الخلع… إلخ.

أما الحبس فيتم بناءً على جنحة عدم تنفيذ حكم النفقة، وهو حكم يُصدر من محكمة الجنح بعد تحريات ومهلة وفرص متعددة للسداد.

إذن، الرجل الذي يُحبس:

لم يُحبس لأنه “زوج سابق”.

لم يُحبس لأنه “أب”.

بل لأنه رفض أن يُنفق على أطفاله الذين أنجبهم.

هل هذا عدل؟ هل هذا رجولة؟

👩‍👧‍👦 ماذا عن الأم؟

تلك التي يهاجمها البعض، دعونا نرَ قصتها الحقيقية…

هي من تحملت الوجع وحدها، عندما أُغلقت الأبواب بعد الطلاق.

هي من ذهبت في منتصف الليل بأطفالها للطبيب، وحدها، بينما الأب يبحث عن فراغه العاطفي في زواج جديد.

هي من حرمت نفسها من العلاج لتشتري الدواء لأبنائها.

هي من اشتغلت أكثر من وظيفة لتسد احتياجات أطفالها.

هي من أخفَت دموعها وضحكت في وجوه أبنائها كي لا يشعروا بالنقص.

كل ذلك، بينما الأب إما غائب… أو منشغل بحياته الجديدة… أو يُخطط لتحطيمها قانونيًا ونفسيًا.

فهل من العدالة أن نحاسبها على طلبها بحقوق أبنائها؟

👤 وماذا عن الأب الغائب؟

هل سأل نفسه من سيشتري الدواء لطفله؟

هل حضر يوم عيد ليسألهم ماذا يتمنون؟

هل جلس يومًا يفكر، كيف تنام أطفاله وهو يسهر مع أخرى؟

هل علم أن طليقته قد تُساوَم أحيانًا على جسدها من أجل حياة كريمة لهم؟

هل أدرك أن انهيارها ليس فشلًا لها فقط، بل لأطفاله أيضًا؟

> 🛑 الحقيقة المؤلمة:
هو لم ينفصل عن زوجته فقط… بل انفصل عن دوره كأب.

🕌 من هدي القرآن والسنة:

قال الله تعالى:

> “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ”

وقال أيضًا:

> “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ”
وقال النبي ﷺ:

> “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”

ولم نرَ في حياة النبي ﷺ موقفًا يُهمل فيه أبناءه أو نساءه بعد الانفصال، بل كان دائم السؤال، الرعاية، والعطاء.

شاهد أيضاً

بكاء الحمامات

بكاء الحمامات جاسم العبيدي      (1) وماذا سيحدث  لو ان دمعك صار نزيفا من …