«حين يعرف الإنسان قيمته… يبدأ التاريخ في الإنصات إليه»
بقلم/ الكاتب أحمد فارس
في عالمٍ تتقاذفه التحديات وتتصاعد فيه وتيرة الحياة، نميل غالبًا إلى البحث عن النجاح في الخارج؛ في المال، الشهرة، أو المناصب. غير أن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون أن النجاح لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل. فكل إنجازٍ عظيم وُلد من قلبٍ آمن بذاته أولًا، ومن إنسانٍ أحب نفسه، واحترمها، وقرر أن يكون قائداً لا تابعًا.
إن حب الذات ليس أنانية، بل هو وعيٌ عميق بقيمتك الإنسانية. فعندما يحب الإنسان نفسه بحق، يصبح أكثر ثقة، أكثر إصرارًا، وأكثر وعيًا بقدراته وحدوده. يبدأ في العناية بصحته الجسدية والعقلية، يطوّر مهاراته باستمرار، ويتخذ قراراته بشجاعة، دون أن يخشى نقدًا أو فشلًا. لأنه يعلم أن كل سقوطٍ ليس نهاية، بل بداية جديدة نحو قمة أعلى.
ولنا في التاريخ شواهدٌ خالدة:
(ستيف جوبز)، مؤسس شركة “آبل”، فُصل من شركته التي أسسها بيديه، لكنه لم يستسلم. كان يؤمن بذاته وبأفكاره إلى أقصى حد، فنهض من جديد ليصنع ثورة في عالم التكنولوجيا غيرت وجه العالم.
وكذلك (أوبرا وينفري)، التي ولدت من رحم المعاناة والرفض، لكنها اختارت أن تحب نفسها رغم كل الجراح. لم تدع ماضيها يرسم ملامح مستقبلها، بل رسمت هي طريقها بالإصرار والإيمان، حتى أصبحت واحدة من أنجح نساء القرن وأكثرهن تأثيرًا في الإعلام الأمريكي.
رسالتي إليكم جميعًا — سواء كنت طالبًا أو عالمًا، طبيبًا أو عاملًا، غنيًا أو فقيرًا — تذكّر أن حب الذات هو الوقود الحقيقي للنجاح. ليس رفاهية نفسية، بل ضرورة إنسانية. حين تحب نفسك، تتصالح مع أخطائك، وتتعلم من سقوطك، وتنهض أقوى من كل مرة.
ختامآ : ابدأ من الداخل، فالعالم لا يمنح فرصًا لمن لا يؤمن بذاته.
ازرع في قلبك حب نفسك أولًا، وسترى أن كل الأبواب التي أُغلقت من قبل، ستفتح أمامك يومًا بثقةٍ وإصرارٍ لا يعرفان المستحيل.
.وفي نهاية المطاف. ستحقق أهدافك المستقبلية اليوم، وغدًا، وإلى الأبد…،