أخبار عاجلة
Oplus_16908288

“حين يصبح التردد سيد الموقف: كيف يحوّل الإنسان من صانع للفرص إلى أسير للفشل”

“حين يصبح التردد سيد الموقف: كيف يحوّل الإنسان من صانع للفرص إلى أسير للفشل”

بقلم/ الكاتب أحمد فارس 

 

التردد ليس مجرد حالة عابرة من التفكير السلبي، بل هو عدو خفي يتسلل إلى داخل الروح فيسرق منها الحسم والعزم معًا. هو تلك اللحظة الحرجة التي يتأرجح فيها العقل بين الإقدام والإحجام، فلا يتقدم خطوة إلى الأمام ولا يتراجع إلى الخلف، فيبقى صاحبه عالقًا في دائرة من الشكوك والانتظار العقيم.

أخطر ما يصنعه التردد أنه يقتل الفرص قبل أن تولد. كم من إنسان كان يقف على أعتاب نجاح عظيم، لكن تردده جعله يتراجع مرة بعد أخرى، حتى ضاعت الفرصة من بين يديه، وحمل بدلًا منها ثقل الندم. إن التاريخ لا يكتب أسماء المترددين، بل يخلّد أسماء أولئك الذين امتلكوا شجاعة القرار، مهما كانت النتائج.

في جوهره، التردد ليس إلا ضعفًا في الإرادة وخوفًا من الخطأ. لكنه في الحقيقة خطأ أكبر من أي خطأ قد يقع فيه الإنسان بعد اتخاذ القرار. فمن يخطئ مرة يتعلم ألف مرة، أما من يتردد دائمًا فلن يتعلم أبدًا، لأنه لم يجرؤ حتى على التجربة.

خذ مثلًا ” الموظف المتردد ” : تُعرض عليه فرصة عمل أفضل، لكنه يخشى التغيير. يظل مترددًا حتى تفوته الفرصة، فيبقى في عمله القديم دون رضا، يعيش حياة لا تشبهه ولا تحقق طموحاته.وأماله . 

إلى العلماء والأطباء، إلى الطلبة والشباب، إلى كل أب وأم، إلى كل إنسان في أي موقع كان: التردد لن يمنحكم مستقبلًا، بل سيجعل أحلامكم تتآكل ببطء. إن مواجهة الخوف واتخاذ القرار – حتى مع احتمال الفشل – أهون بكثير من حياة كاملة ضائعة على قارعة الانتظار.

أوجه رسالتي : جازف، جرّب، فكر مرة أخرى جيدآ حتى لو أخطأت. فالشجاعة في الفعل، لا في التردد. وأنت وحدك من يملك أن تختار… إمّا أن تبقى أسيرًا للفشل والضياع، أو تتحرر من قوقعة الخوف لتصنع مجدك بيديك وفي نهاية المطاف تحقق أحلامك.وطموحاتك حاضرًا ومستقبلًا....،

شاهد أيضاً

ابن الخادمة..من سلسلة نساء بلا مأوى

ابن الخادمة..من سلسلة نساء بلا مأوى بقلم د/صبرين محمد الحاوي/مصر عزيزي القارئ السلام عليكم ورحمة …