كتب : أحمد نجاح البعلي
في هذا اللقاء الصحفي، الذي أجراه الكاتب الصحفي أحمد نجاح البعلي لجريدة الوطن الأكبر، نستضيف سيدة الأعمال الناجحة والعصامية مروة العربي، لنتعرف سوياً على مسيرتها المهنية، و إنجازاتها، و التحديات التي واجهتها، و رؤيتها لمستقبل الأعمال.
س١: أهلاً ومرحباً بكِ أستاذة مروة، وشكراً لكِ على تخصيص جزء من وقتكِ لنا. في البداية هل يمكنكِ إخبارنا عن نفسكِ وبداياتكِ في عالم الأعمال؟
ج١: شكرًا لك أستاذ أحمد، على الإستضافة الكريمة، وأشكر جريدة الوطن الأكبر على إتاحة الفرصة لي.
أولاً أنا إسمي مروة العربي، من مواليد محافظة الإسماعيلية، نشأت في أسرة متوسطة الحال تتكون من سبعة إخوة. بدأت رحلتي في عالم الأعمال منذ عدة سنوات، عندما قررت تأسيس مشروعي الخاص، حيث كنت أملك فكرة مبتكرة وحماساً كبيراً لتحقيقها. حلمي كان أن أمتلك شركة لتصنيع الملابس الجاهزة، وبالفعل بدأت العمل في مصنع للملابس الجاهزة بمنطقة الإستثمار بالإسماعيلية، حيث تدرجت في عدة مناصب نظراً لكفاءتي، حتى أصبحت سكرتيرة لمدير المصنع.
تعلمت كل ما يتعلق بالتصنيع، والتخزين، والتسويق، والبيع، مما زاد من شغفي لإدارة مشروعي الخاص. انطلقت بعدها في تطوير مهاراتي من خلال دورات في الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، ثم قدمت استقالتي لأبدأ مشروعي الخاص. استأجرت مكاناً، اشتريت ماكينات الخياطة والخامات، وبدأت مصنعاً صغيراً بــ 15 ماكينة، ثم توسعت حتى وصل خط الإنتاج إلى 60 ماكينة. انضممت لاحقاً إلى مجلس سيدات الأعمال بالإسماعيلية، بقيادة الأستاذ أكرم الشافعي، رئيس الغرفة التجارية.
س٢: ما هي أكبر التحديات التي واجهتكِ في مسيرتكِ المهنية، وكيف تغلبتِ عليها؟
ج٢: من أصعب التحديات التي واجهتها كان إدارة الوقت والموارد، بالإضافة إلى كسب ثقة العملاء في البداية. كذلك، كنت أواجه نظرة المجتمع لي كامرأة في عالم الأعمال، حيث كان البعض يشكك في قدرتي على النجاح، خاصة وأنني بدأت حياتي العملية كعاملة في مصنع.
لكنني لم أسمح لهذه العقبات بإحباطي، بل اجتهدتُ وسعيتُ لتحقيق النجاح. أكبر التحديات التي مررت بها كان حريق المصنع، والذي شكل صدمة كبيرة لي، إذ كدت أفقد كل شيء، وتعرضت بعدها لوعكة صحية شديدة كادت تُنهي مسيرتي. إلا أن دعم زوجي وأهلي، بالإضافة إلى التخطيط الجيد والتعلم من الأخطاء، ساعدني على النهوض مجدداً.
س٣: ما هو أسلوبكِ في إدارة أعمالكِ وفريقكِ؟ وما هي القيم التي ركزتِ عليها في بيئة العمل؟
ج٣: في البداية، اعتمدتُ أسلوباً إدارياً قائماً على الحب والصداقة مع العملاء وفريق العمل، لكنني لاحظت أن ذلك أدى إلى بعض الإهمال في العمل وطمع بعض العملاء. لذلك قررت تعديل أسلوبي الإداري، حيث وضعت قواعد وضوابط واضحة تضمن احترام العمل والالتزام الجاد، مع الحفاظ على بيئة عمل محترمة ومنظمة، مما ساهم في تحسين الأداء العام.
س٤: ما هي المشاريع الحالية التي تعملين عليها وما هي أهدافكِ المستقبلية؟
ج٤: بعد حادثة حريق المصنع، مررتُ بمرحلة صعبة جداً، لكنني تمكنتُ من الوقوف مجدداً بدعم من أسرتي. تحولتُ إلى تجارة الملابس الجاهزة والمستوردة بالجملة، مع توفير تسهيلات للتجار.
لاحقاً، افتتحتُ شركة للدعاية والإعلان والتسويق، لها فرع في دبي بالإمارات، شغلت منصب رئيس لجنة المشروعات الصغيره والمتوسطه بحزب الشعب الجمهوري في محافظة الإسماعيلية.
أما أهدافي المستقبلية هي أن طموحي أن أنشئ وكالة كبرى للدعاية والإعلان تشمل مصر وكل الوطن العربي تشمل الدعاية والإعلان والتسويق في التلفزيون والراديو والسوشيال ميديا.
س٥: كيف ترين دور المرأة في عالم الأعمال؟ وما هي نصيحتكِ للمرأة الطموحة في مصر والوطن العربي؟
ج٥: المرأة لا تقل شأناً عن الرجل في سوق العمل، لكن هناك ضوابط ضرورية لتحقيق التوازن، إذ يجب ألا يكون العمل على حساب الإهتمام بنفسها، وبأسرتها، وبمنزلها. كما أن المرأة الطموحة يجب أن تكون مستعدة لمواجهة التحديات، وقادرة على تجاوزها بإصرار وعزيمة.
س٦: كيف يمكن لسيدات الأعمال المساهمة في دعم أنفسهن وفي الإقتصاد المصري؟
ج٦: على سيدات الأعمال أن يدعمن أنفسهن بأن يكنَّ ناضجات فكرياً، قادرات على الإبتكار، ومستعدات لتحمل المخاطر والتحديات. كما يجب عليهن لعب دور إيجابي في دعم الآخرين، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، وأن يقدمن نموذجاً ملهماً يحتذى به في مجال الأعمال.
في الختام، نود أن نقدم الشكر إلى الأستاذة مروة العربي على هذا الحوار الملهم، ونتمنى أن تكون قصتها دافعاً قوياً للعديد من النساء لتحقيق أحلامهن، بعد توفيق الله تعالى لهن.