أخبار عاجلة

حماية أفراد المجتمع من الكراهية وتداعياتها 

حماية أفراد المجتمع من الكراهية وتداعياتها 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد اعلموا عباد الله أن لكل داء دواء ولكل مشكلة حل، ولكل قضية حكم، ولكل متاعب ومعاناة للمرأة وأد للراحة في الإسلام، بتشريعاته وأحكامه التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة في الحياة إلا وضعت لها ما يناسبها من حلول بدقة متناهية، تستعصي على كبار المتخصصين في شتى العلوم الإنسانية، فلا يمكنهم فهم كنهها، أو حتى مجرد الإقتراب من حماها، أو الوقوف على معلم جوهري من معالمها، وبخاصة ما يتصل بالمرأة عندما تنتابها مشاعر الضيق والنفور.

 

والكراهية تجاه زوجها، من غير سبب أو بسبب ظاهر، لأن النفس البشرية بئر عميقة لا يقف على ظاهرها وباطنها سوى خالقها جل في علاه، ولا يضع الحلول السوية والحاسمة والمريحة لهذه النفس سوى الله تعالى، لذا جاء الإسلام بالحلول المناسبة لكراهية المرأة زوجها سواء أكانت هذه الكراهية من غير سبب ظاهر أم بسبب، وذلك لحماية أفراد المجتمع من الآثار المدمرة لهذه الكراهية وتداعياتها، إذا لم يتم تداركها بالعلاج الإسلامي الناجع، للقضاء على أساس الداء قبل إستفحاله، في الوقت المناسب، وبمنتهى الحكمة والواقعية والإنصاف، واعلموا إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحقيقة الكراهية وجوهرها يتمثل في أمور معينة، قد تصعب الإحاطة بها، ولذلك يقتضي الأمر ضررة التعرف إلى معنى الكراهية لغة وإصطلاحا، لأن اللغة هي أوعية للمعاني. 

 

فهي تحمل بين طياتها ما يدور في خلد الإنسان، وتعبر عنه كما قال الشاعر إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جُعل اللسان عن الفؤاد دليلا، وعلى ذلك فإن الكراهية في اللغة هي مصدر كره، فيقال كره كراهية والكره بالضم والفتح لغتان، وهو يعني البغض، فكّره إليه الأمر، يعني بغضه فيه، ويمكن تعريف الكراهية اصطلاحا بأنها البغض القلبي والنفور الذاتي، والرفض النفساني، المتمثل في طغيان مشاعر الصدور والبعد عن شخص معين، بسبب ظاهر أو خفي، ولا غرابة في هذا، لأن من أحب لسبب فإنه بالضرورة يبغض لضده، لأن الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة، ومن ثم يقول الغزالي كل واحد من الحب والبغض داء دفين في القلب، إنما يترشح عند الغلبة، ويترشح بظهور أفعال المحبين والمبغضين في المقاربة والمباعدة، وفي المخالفة والموافقة. 

 

ويؤكد هذا المعنى قول ابن القيم يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته من وجه، ومحبته من وجه آخر، فيحبه ويبغض أذاه، وهذا هو الواقع، والغالب منهما يوارى المغلوب، ويبقى الحكم له، وبذا يتضح معنى الكراهية باعتبارها ضد الحب، وبضدها تتميز الأشياء، فاللهم إنا نسألك أن تردّنا إلى الحق ردا جميلا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم إنا نسألك أن تطهّر قلوبنا، وأن تحصّن فروجنا، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك أن تحارب من حارب الفضيلة، اللهم كفّ أيديهم وشرّد بهم، واقطع دابرهم وأخرس ألسنتهم، وشلّ أيديهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في عبادك، يارب العالمين، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان في بلادنا وبلاد المسلمين، من أراد بلدنا هذا بسوء فأشغله في نفسه، وردّ كيده في نحره، الأمن والإيمان والسلامة والثبات على الإسلام، يا رحيم يا رحمن، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

محافظ الجيزة يوجّه بمواصلة جهود رفع كفاءة الأنفاق أسفل الكباري والمحاور المرورية المحافظ يكلف رؤساء الأحياء والمراكز بتخصيص “سويقات” منظمة للباعة الجائلين للحد من الإشغالات

محافظ الجيزة يوجّه بمواصلة جهود رفع كفاءة الأنفاق أسفل الكباري والمحاور المرورية المحافظ يكلف رؤساء …