قصة / محمد اليظي
كانت ليلة من أقصى ليالى الشتاء.. دعانى أحدهم لتلك السهرة .. لبيت فانا اعشق السهر والليل والأضواء .. لم أكن ادرى أنه ستكون لى قصة مع تلك الحسناء ، وانى ستاخذنى الاضواء لأحترق بجوارها، انها اقدار السماء .
وجدتنى أنظر يمنة ويسرة وكأن الحضور فى انتظار .. وتوقفت المصابيح عن الإضاءة ، وبدون أن يدرى الجميع اشاعت الضوء عبر الطريق.
أتت الينا وضاءة الوجة ريحها طيب ، ساحرة فى مشيتها ، كأنها قد أمطرت عليه السماء .. صمتت الموسيقى من حولنا والقى العازفون ألاتهم.
شقت الطريق بسحرها، تصدرت المشهد.. بحسنها أشارت إلى الجميع ليستمر الحفل كما بدأ ، واستمر الرقص والغناء حتى الصباح ،الكل فى انتشاء السعادة كأنهم طيور تغنى حولنا .
جلست على طاولة كبيرة لوحدها ، لم يجرؤ أحد على طلبها للرقص .. نظرت لها من بعيد ملابسى بسيطة ، ولكن قلبى يدق على أبواب غرامها.
اشارت لى بعينها ، وجدت نفسى قد سكرت دون كأس، تناولت الكأس ذاهبا إليها أمسكت بالكأس وضعتة على الطاولة ، أمسكت يدها دون أن ادرى ضممتها لصدرى.
نسيت الحفل والناس ، ظللنا نتراقص حتى الصباح ، لم يوقظنا الا ضوء الشمس يتخلل زجاج النوافذ، وهنا تركت يدى يداها دون إرادة منى ، ووددت لو أمسكت يدها حتى نفسى الاخير ، ذهبت اختفت هرولت وراءها اختفى إثرها ، ذهبت دون رجعة، ظللت ابكى على السمراء واتانى المشيب ، وذهبت ايام وجاءت أيام ربما كانت أعوام .
لا أدرى فكأن حكايتى معها بالأمس القريب ، وفى أحد الأيام كان حفيدى ممسكا بيدى نعبر الطريق وجدتها امامى قد شحبت ملامحها، ذهب جمالها ، وبقى سحرها ، وبقى إثرها .
نعم انها هى السمراء صارت عجوز خرفاء ، ملابسها ممزقة ، لم استطع أن اسألها ماذا فعل الزمان بها، ماذا عن حالها ، ماالذى جرى لاادري.
أخذ حفيدى يشد يدى هيا لنعبر الطريق قال لى بالله ياجدى اهى السمراء التى حدثتنى عنها ؟ تلك من كانت لها معك الحكاية ، نعم ياولدى هى هى بكيت وبكيت ودون أن ادرى غبت عن الوعى ، وقلت لحفيدى اتركنى الان فانا احلم بها انى حقا احبها .