كتب مدير مكتب الوطن بالمغرب سمير ألحيان إبن الحسين
الحضارة الحقيقة هي حضارة الكتاب والسنة:
_تعد #الحضارة #الإسلامية نتاجاً إنسانياً يشمل جميع مجالات الحياة، والمتأمل فيها يجد أن محورها الذي يميزها عن سائر الإنتاج البشري، هو العقيدة الإسلامية الصافية التي استمدت أصولها من وحي السماء، {قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78]. والإنسان مهما أنتج من أفكار وابتكر من نظم، ودبر من سياسات، فإن حضارته ستبقى منحصرة في مجال الشهادة، دون أن تصل أبعادها إلى مجال السماء والغيب، وهو ما جعل الحضارات الإنسانية كلها تقف في حدودها الدنيا دون أن تتعدى إلى ما بعدها من عوالم الآخرة، وصدق فيهم قول الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7].
فكان أفقها ضيقاً في الوصول إلى الحقيقة الربانية التي يقوم عليها الكون بأسره، والنظر إلى حقيقة الدنيا بعين الحق، ومسيرة الإنسان في الأرض، ولسان حالها كما قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24].
إن استمرار الحضارة الإسلامية من أكبر الحجج التي تبرهن صدق أصولها التي تجعلها تتحرك في الواقع المعاصر، ولا شك أن سر بقاء هاته #الحضارة #الإسلامية هو الوحي الذي أراد الله تعالى له أن يبقى سالماً من أي تحريف أو نقص، قال تعالى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَـحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، وهذا السر الرباني هو الذي كفل لها أن تبقى حية أبدية لا يصيبها الفناء والزول والنفاد، قال تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]، ولهذا أصبح التاريخ يؤكد حقيقة الإعجاز الحضاري المبهر للأصول المرجعية الواردة في الكتاب والسنة التي قامت عليها الحضارة الإسلامية فمن ذلك ما رواه البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم»[1].
فكيف ستسقط هاته الحضارة، وأنى لها ذلك، قال تعالى: {إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا} [فاطر: 14]، فإذا كان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا، فكيف لا يحفظ هاته الحضارة الإسلامية التي رفعت شعار القرآن الذي يحمل رسالة الله إلى الإنسانية
فأنا كما قلت سابقا وأنفا أن الحضارة الحقيقة هي حضارة الكتاب والسنة فأنا وبناء على ما سبق إن منحتني حضارة الكتاب والسنة قربي وتزلفي ورضى الله عني ففيها مهجتي وبغيتي وكفايتي ومرادي وهدفي الخفي والمعلن من هاته الحياة الصادمة الهدامة قلت فإن منحتني هاته الحضارة الكتابية والسنية النهجية والمنهجية هدا الهدف وهدا المراد والمبتغي حين دالك فلتدهب صناعتهم وتقاناتهم وقوانينهم الوضعية وأربابهم المعبودة من دون الله بل إن شئت أن أمعن في التحديد والتوصيف والتحري في اللفظ والمصطلح الناسب والأنسب فسأقول وأعلنها صريحة صحصاحة وأقول فلتدهب هاته الرأسمالية المتوحشة وأدنابها وأزلامها ومريدوها إلي قاع الجحيم فلتدهب كل البدع وكل الطقوس وكل المراسيم العلمانية إلي عذابها الشاق الأليم فأنا صرت أشعر بالتحرر والحرية والإنعتاق في الفكر وفي الوعي وفي الفهم والإدراك بل إنني صرت أشعر بأنني أعاني صعوبة في الإنتماء فقد صارت روحي محلقة وجسدي حبيس رهين معدب داخل هاته الجغرافيا المقنعة المبلقنة لي التي يقال لها المغرب فأنا أحس أن فكري صار خلدونيا وروحي أصبحت بطوطية (نسبة لإبن بطوطة) مسافرا محلقا مقتحما الأصقاع والأفاق فأنا أريد أكثر من أي وقت مضى ولي رغبة عارمة وجامحة في الإتحاد والتوحد فقد صار العالم في قلب إنشغلاتي وصار فكري منشغلا بهدا العالم فأنا لاأحب المغرب فحسب وإنما أحب المغرب والجزائر وتونس ومصر والشام والحجاز واليمن والعراق بل حبي وصل حتي إلي ثخوم أرخبيل إندونيسيا وإلي كل منطقة يوجد بها مسلمون وتستنشق ويستنشق فيها الإسلام لأنني تجاوزت منطق الخرائط المصطنعة والحدود المقوقعة المبلقنة لي أشعر أكثر من أي وقت مضى بالرغبة الكبيرة والجامحة بالتحرر والإنعتاق.
أه ه ه…. من هذا #الإسلام الصادم العريق المبهر هذا الإسلام الحنيف المشبع بعبق التاريخ والدي يضرب في عمق التحضر والحضارة في الجدور والأعماق الإسلام هو دياري وهو إنتمائي وهو جدوري الحضارية ومنبث جينومي البشري وهو روحي الوجودية التي سافرت عبر العصور والأزمان وحطت الرحال هنا في هدا المغرب الإستعمار قوقعنا بلقننا فلما نتقوقع ولما نتبلقن والإسلام يدعونا لتعارف ولتراحم والتحرر فلنتحرر إدا من هاته البدع وهاته الحواجز وهاته الحدود ونلعنها ونصل رحمنا وأرحامنا التي قطعت والتي قطعتها التفاهات والعداوات والأحقاد والمشاحنات التافهة التي فرضت علينا وفرضها علينا أشخاص وشياطين تسلطوا علينا والدين هم ليسوا سوى أتفه وأحقر خلق لله عرف علي وجه هاته الأرض على مر العصور والدهور والأزمان هي دعوة إدن للوحدة والتحرر .
دعوة لتأسيس عالم وإمبراطورية ليست لها حدود جغرافية وليس لها حاكم مطلق إمبراطورية للحب بكل ماتحمله كلمة حب من معاني ومغازي عميقة الدلالة قوية الرسالة حب يجمع أكثر مما يفرق حب ينادينا من الأعماق للتحرر والإنعتاق من براثن هدا الشيطان الأخرس الأرعن حب نسخر به من هدا الواقع ونترفع به عن كل هاته الدنائة والوضاعة وعناوين الخسة والندالة التي تحوم حولنا وتحيط بنا حتي كدنا نختنق و نكاد نسلم الروح لباريها فنحن صارت أرواحنا كأنها تصعد وترقي في السماء وتعيش معيشة ضنكا من العفن ومن إنهيار القيم والمثل العام والشامل والكامل الدي يحيط بنا ويطوقنا ويعترينا فهيا لنهزم هدا الواقع وهدا الجبت والطاغوت وهدا الشيطان الدي يقيم ويعشش بين ضهرانينا وبين جنباتنا نحطم أصنامه ومعابده وننسف كل أساطيره وخزعبلاته ونفك ونفكك كل طلاسيمه من الأس والأساس طلاسيمه السحرية الشيطانية التي يقال لها وتدعي ضلما وزورا حضارة ونؤسس عالما بديلا عالما للحب والسعادة بكل ممكناتها ومدركاتها وتمضهراتها وأشكالها يكون قائد سيمفونيته ومعزوفته الخالدة شيء واحد لاثاني له كتاب الله وسنة رسوله ودالك بحب الثلاثة والإنعتاق من ربقة الثمانية ثلاثة مادا وثمانية ماذا فجواب هدا السؤال المثقل والمبهم وهدا اللغز المحير والدي هو في نفس الوقت والحين يعتبر بمثابة السهل الممتنع فهو سهل لمن سهله الله عليه ووفقه إليه وفي نفس الوقت ممتنع لمن لم يحضي بحب الله وسداده وتوفيقه ففي المنتهي والأخير فحب الله ثم رسوله هو القائد والمسير قلت هدا السؤال يوجد جوابه في قوله تعالي في محكم ذكره وعضيم قرأنه عندما قال سبحانه في سورة الثوبة (قل إن كان أباؤكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) إذن فلنطرح الثمانية ونتشبث ونتعلق بالثلاثة والدين هم حب الله ورسوله والقيام بالجهاد في سبيله جهاد النفس والهوى والبدع والمنكرات ونعضم الله في نفوسنا حق التعضيم ونعبده حق العبادة ونطيعه حق الطاعة نجاهد في سبيله وندود عن دينه و حياضه ومن أحب الله ثم رسوله وتعلق بجنابهما فإنه لايخيب أبدا وستجلله وتطوقه وتحاصره السعادة في الدارين في الدنيا والآخرة وستأتيه الخيرات والبركات والأفراح والمسرات من حيث لايدري ومن حيث لايحتسب فالفرار الفرار إليهما وليس منهما والعودة والهرولة والمسارعة في الإرتماء في أحضانهما والله الموفق لسبل الرشد والرشاد وإلي طريق الحق والصواب فهدا نداء ودعاء مني لكم والنداء والدعاء يجاب ويستجاب فهل من ملبي وهل من مجيب؟!!
فهو عز وجل قال في محكم ذكره وبيانه ( وماخلقة الجن والإنس إلا ليعبدون )
فهل عبدناه حقا كما أمرنا بعبادة الحب والتأخي والتراحم والتواصي والتأزر و دفع الضلم والعدوان أم نحن أحياء اموات واجساد بلا ارواح السؤال مني والجواب لكم وواسع النضر والبصر والبصيرة لكم.