حديث الصباح
أشرف عمر
امسَح ذُنُوبَك بعدَ التّشَهُدِ
عَنْ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ قَالَ:
*( دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اَللهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا}.*
حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَّسَائِي.
*شرح الحديث:*
للهِ عزَّ وجلَّ الأسماءُ الحُسنى والصِّفاتُ العُلَى، وقد أمَرنا سُبحانَه أن ندعُوَه وحدَه ونسأَلَه، ووعَدَنا بإجابةِ الدُّعاءِ؛ فكلُّ عبدٍ يُريدُ شيئًا فَلْيَسأَلِ اللهَ تعالى؛ فاللهُ قريبٌ مُجيبٌ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ مِحجَنُ بنُ الأدرَعِ رَضِي اللهُ عَنه: “دَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المسجِدَ، فإذا هو برَجُلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتَشهَّدُ”، أي: انْتَهى منها وبَقِي التَّشهُّدُ، وهو يَدْعو فيه ويقولُ مُظْهِرًا للذِّلَّةِ والافْتِقارِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ: “اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ يا أللهُ الأحدُ”، أي: الواحدُ الذي ليس له شريكٌ، “الصَّمدُ”، أيِ: السَّيِّدُ المقصودُ في الحَوائجِ، “الَّذي لم يَلِدْ”، أي: لم يَكُنْ له وَلَدٌ، “ولم يُولَدْ”، أي: لم يَكُنْ لَهُ أبٌ أو أمٌّ، “ولم يَكُنْ له كُفُوًا أحدٌ”، أي: نَظيرٌ مُشابِهٌ له، “أنْ تَغْفِرَ لي ذُنوبي”، أي: تَمْحُوَها وتَسْتُرَها؛ “إنَّكَ أنت الغَفورُ الرَّحيمُ”، أي: أنت اللهُ الَّذي بيَدِكِ المغفرةُ والرَّحمةُ لا بيدِ غيرِكَ، فلمَّا سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، “قال: قد غُفِرَ له”، أي: للرَّجُلِ الَّذي دعا بهذا الدُّعاءِ، قالها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثًا؛ تأكيدًا وإسماعًا لِمَنْ حولَه.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*