حديث الصباح
اشرف عمر
المنصورة
من سنن العيد
عَنْ بريدة الأسلمي رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرجُ يومَ الفطرِ حتى يَطْعمَ، ويوم النحْرِ لا يأكلُ حتى يرجعَ فيأكلَ من نسيكَتهِ
حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاه التِرمِذي.
شرح الحديث:
لكلٍّ من العِيدينِ (الفِطر والأضحى) آدابُ، بيَّنها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وبين ما ينبَغي أن يُفعَلَ بهِما مِن دُخولِ وقتِهما حتَّى آخِرِ يومٍ، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان “لا يَخرُجُ”، أي: مِن بيتِه “يومَ الفِطْرِ”، أي: يومَ عيدِ الفطرِ “حتَّى يَطعَمَ”، أي: حتَّى يَأكُلَ شيئًا، وورَد أنَّه كان يأكُلُ شيئًا مِن تمرٍ، “ولا يَطعَمُ”، أي: لا يَأكُلُ شيئًا “يومَ الأضحى”، أي: يومَ عيدِ الأضحى، “حتَّى يصلِّيَ”، أي: يأكُلُ بعدَ صلاةِ العيدِ مِن أُضحيَّتِه؛ قيل: والحِكمةُ مِن ذلك: أنَّ أكْلَه يومَ الفِطْرِ ليُبيِّنَ للنَّاسِ إمكانيَّةَ الأكلِ مِن قبلِ صلاةِ العيدِ، فلا يَمتنِعوا مِن الأكلِ؛ وذلك لسَبقِ رمَضانَ له، بخِلافِ الأضحى، وقيل: أفطَر قبلَ الصَّلاةِ في الفِطرِ؛ لأنَّه قد سَبَقه رمَضانُ، وهو شَهرُ صومٍ؛ فكان منه ذلك إسراعًا في الاستجابةِ للطَّاعةِ، بخِلافِ الأضحى، فليس فيه معنى رمَضانَ، بل كان الأمرُ فيه أن يَأكُلَ مِن أُضحيَّتِه، فانتظَر لِيَبدَأَ بالطَّاعةِ المأمورِ بها فيه.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.