حب الانسان لذاته .. ليس أنانية
د.عبدالواحد الجاسم
( كن كالشمعة ، تحرق نفسها ؛ لتضيء الدرب للآخرين )
ان اعمق دافع عند الانسان يدفعه لعمل اي شيء هو (حب الذات)
مثلا عندما يدفع مبلغ من المال للسائل الموجود في الشارع اما ان يكون بوازع ديني او يدخل في اسبابه دفع الالم النفسي الذي سببه رؤية هذا السائل ، أو يرغب بالتقرب الى الله بهذا العطاء لتعويض بالآخرة … الخ
وبالتالي فان المصلحه الذاتية هي السبب لهذا الفعل
ان اي فعل أو تفكير يقوم به الإنسان هو نابع من حبه لذاته ، ولا يوجد انسان يفضل غيره على نفسه .
التسائل المطروح
كيف يضحي الجندي في سبيل الوطن …او الاب من اجل عائلته ..وكذلك ا لعاشق من اجل حبيبته …الخ
عندما يقومون بمثل هذه الأفعال ، هم يقومون بها لأنها توفر لهم لذة من نوع خاص ، ربما لانلتفت اليها .
الجندي إلذي يضحي بنفسه من أجل وطنه ، هذا الجندي يجد في نفسه لذة كبيرة في الاستشهاد في سبيل وطنه ، وكذلك الأب الحنون يجد لذة عظيمة عندما يحرم نفسه من كل شيء لكي يوفر لعائلته كل ما تحتاجه
و هذه الأفعال التي يكون ظاهرها مؤلم لنا ، إلا أنها جميلة جدا لفاعليها
عبارة ( كن كالشمعة ……) هي عبارة غير صحيحة تماما لان الإنسان يجب ان يكون صادق مع نفسه ويعترف بأن ذاته اهم عنده من ذوات الآخرين مهما كانت درجة القرب بينه وبينهم .
الانسان يجب أن يحب ذاته اولا لكي يستطيع أن يفيض بهذا الحب بعد ذلك على الآخرين لأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه
انواع الذات
هناك نوعين من الذات :
ذات حقيقية.. وذات مزيفة
الذات الحقيقية هي الروح ، وأما الذات المزيفة فهي الجسم والشكل والاسم والمنصب واللقب والشهادة وووالخ
المطلوب هو حب الذات الحقيقية (الروح) وليس حب الذات المزيفة
اذا احب الإنسان ذاته الحقيقية فسوف يحب كل شيء ، عندها فقط يستطيع أن يكون شمعة تحرق نفسها لتضيء حياة الآخرين لأنه سوف يفعل ذلك وهو يعلم أن ثمرة هذا الاحتراق هي اللذة الرائعة التي سوف تعود عليه اولا وبالذات ، وبعد ذلك تعود بالفائدة على الآخرين