بدأ ألفريد نورث وايتد في التدريس والكتابة حول الصيرورة والميتافيزيقا عندما انضم إلى جامعة هارفارد في عام 1924
ولاحظ وايتد في كتابه (العلم والعالم الحديث 1925) أن الحدويس والخبرات البشرية الخاصة بالعلم والجماليات والأخلاق والدين، تؤثر على الرؤية الكلية للمجتمع،
لكن العلم يسيطر على الثقافة الغربية في العديد من القرون الأخيرة. وسعى وايتد نحو رؤية كلية وكوسمولوجيا شاملة لتقديم نظرية وصفية منهجية للعالم، والتي يمكن استخدامها للحدوس البشرية المتنوعة والمكتبسة من خلال الخبرات الأخلاقية والجمالية والدينية والعليمة، وليس العلمية فقط . بمعنى..
أن لكل محطة في الحياة ظروفها، ومن رحم هذه الظروف يولد رفاق المرحلة، والمكان الذي ناسبني بالأمس، قد لا يناسبني اليوم الأمر ذاته ينطبق على العلاقات أيضاً، فكم من علاقة ظننا في لحظة ضعف أنها مثالية، وقابلة للاستدامة..
لكن عند أول محك، اكتشفنا أنها أوهن من خيوط العنكبوت، وأن استمرارنا فيها، لن يزيدنا إلا حزناً وكمداً .
ما دفعني لكتابة هذا المقال، هو الكم الهائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يشكوا أصحابها من قسوة الحياة، وتغير الأصدقاء، وتغير الأهل والأحباب أيضا .
ومع كل رسالة أقرأها، ألمح عجز مرسلها عن اتخاذ قرار حاسم بالرحيل، وإصراره على التمسك بمكان أو علاقة، لا جدوى أبداً من الاستمرار فيها.. أقول للجميع، وأذكر نفسي أيضاً بأن لكل محطة في الحياة ظروفها الخاصة، ومن رحم هذه الظروف يولد رفاق المرحلة، والمكان الذي ناسبني بالأمس، ليس بالضرورة أن يناسبني اليوم.. والحل في التناغم مع جميع الظروف، والتماهي معها..
فالإنسان مثل القارب الشراعي، والحياة مثل البحر المتلاطم الأمواج.. دورنا فيها ينحصر في بسط الأشرعة وطيها، لدفع القارب في الاتجاه الصحيح.. لكننا مجبرون على الرضوخ لاتجاه الريح في النهاية، لأنها أقوى من أي تجديف معاكس..
وهذا ما يسمى في علم الاجتماع بالصيرورة الحتمية، التي تأخذ الجميع معها إلى آفاق جديدة، قد تكون أفضل أو أسوأ.
المهم أن نكون مستعدين دائماً للرحيل من أماكن لم نعد نشعر فيها بالراحة، ومغادرة أشخاص ما عاد لنا مكاناً في قلوبهم..
والحياة تستمر لأن الإدراك يحتاج الى وعى.والوعى يشفى من الداء ويمنع كوارث. انصت وركز..
نسب للروائي الكبير فيودور دوستويفسكي أنه قال: «لا يمكن أن تُشفى في البيئة التي جعلتك مريضاُ»،
ثم يختم عبارته المأثورة بنصيحة مختصرة يقول فيها: «غادر»