جمال عبدالناصر.. معركة الداخل والخارج بين الأمل والخذلان

جمال عبدالناصر.. معركة الداخل والخارج بين الأمل والخذلان

بقلم /أيمن بحر 

 

حين نتأمل تجربة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ندرك أنه لم يكن يخوض معركة تقليدية ضد الاحتلال الإسرائيلى فحسب بل كان فى مواجهة مزدوجة: العدو الخارجى من جهة وخذلان الداخل العربي من جهة أخرى.

 

عبدالناصر عبّر بمرارة فى أكثر من مناسبة أن مصر كثيرًا ما تُترك لتقاتل وحدها بينما الدول العربية إما تتقاعس عن الدعم أو تذهب أبعد من ذلك لتهاجم الموقف المصرى بشكل يومى. وكان يؤكد أن تلك المواقف أشد وطأة نفسيًا من ضربات الإسرائيليين أنفسهم لأنها تأتى من إخوة يفترض أن يكونوا سندًا فى معركة المصير.

 

لقد أراد عبدالناصر أن يصوغ مشروعًا وحدويًا عربيًا يقوم على تحرير الإرادة واستقلال القرار وكسر التبعية للغرب. لكنه اصطدم بحقيقة مرة وهى أن الانقسامات العربية كانت أحيانًا أشد فتكًا من العدو الذى يقف على الحدود.

 

ومع ذلك، لم يتراجع الرجل. ظل يرى أن مصر، رغم صعوبة المعركة يجب أن تتحمل العبء الأكبر، وأن تستمر فى رفع راية المواجهة. فكان مشروعه القومى يحمل روح التحدى والإصرار حتى وإن تكالبت عليه الخيانات والتناقضات العربية.

 

واليوم وبعد عقود من رحيله يبقى كلامه شاهدًا على مرحلة تاريخية مليئة بالدروس. مرحلة تضعنا أمام سؤال ملحّ:

هل نستطيع أن نتجاوز الانقسامات ونستعيد مشروعًا قوميًّا عربيًّا جامعًا، أم أن التاريخ سيظل يعيد نفسه فنجد أنفسنا نقاتل وحيدين فيما يكتفى الآخرون بالفرجة أو الهجوم؟

 

رحل عبدالناصر لكن صدى كلماته ما زال يتردد:

وحدنا نحارب… والخذلان من الداخل أقسى من رصاص

شاهد أيضاً

“حين يصبح التردد سيد الموقف: كيف يحوّل الإنسان من صانع للفرص إلى أسير للفشل”

“حين يصبح التردد سيد الموقف: كيف يحوّل الإنسان من صانع للفرص إلى أسير للفشل” بقلم/ …