جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج - في 14 مايو 1948 كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة عندما أصدر #الرئيس #هاري #ترومان بيان اعتراف عقب إعلان #إسرائيل الاستقلال و في نفس التاريخ تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية عندما قدم السفير الأمريكي جيمس غروفر ماكدونالد أوراق اعتماده في 28 مارس 1949ومنذ ذلك الحين أصبحت اسرائيل ولا تزال أهم شريك للولايات المتحدة الامريكية في #الشرق #الأوسط .
- ولكن سعي الوكالة الصهيونية العالمية من اجل تحقيق حلم انشاء وطن قومي لليهود يعود الي قبل ذلك وبالتحديد عام 1896 عندما اصدر #تيودور #هيرتزل كتابه الشهير (Der Guden stat ) او #الدولة #اليهودية ويعتبر هيرتزل المؤسس والمحرك الاول لفكرة #الصهيونية السياسية وانشاء وطن قومي لليهود ومنذ ذلك التاريخ سعي زعماء الصهيونية الي تحقيق هذا الحلم دون دون كلل او فتور عن طريق التجمعات اليهودية السياسية في عواصم اوروبا حيث استطاعوا الحصول علي تصريح من وزير الخارجية البريطاني ارثر جيمس بلفور والمشهور بوعد #بلفور (Balfour Declaration) وظلت الصهيونية العالمية تعتمد علي المساعدات والدعم البريطاني حتي انتهاء #الحرب #العالمية #الثانيةوالذي يعتبر بداية خفوت الشمس البريطانية وبداية انتهاء الدور البريطاني العالمي حيث ظهرت الولايات المتحدة الامريكية كقوة عظمي مستقبلية وادرك زعماء الصهيونية هذه التغيرات السياسية سريعا لذلك :
- قاموا بنقل ثقلهم السياسي والاقتصادي من لندن الي واشنطن
- مجزرة #قبية #الفلسطينية وبداية منظمة ايباك ( Aipac )
- في 14 اكتوبر من عام 1953 حاصرت فرقة من الجيش الاسرائيلي قرية فلسطينية تسمي قبية وتم قصفها بالمدافع واستخدام الالغام والقنابل ضد السكان العزل وتم نسف البيوت فوق رؤوس سكانها ونفذت هذه المجزرة الفرقة 101 من الجيش الاسرائيلي بأوامر مباشرة من ديفيد بنجوريون وكان قائد هذه الفرقة ارئيل شارون والذي اصبح رئيس للوزراء فيما بعد وقد نشرت مجلة التايم الامريكية تفاصيل هذه المجزرة صراحة ثم ادانت الامم المتحدة اسرائيل من خلال القرار 101 لعام 1953 ولكن المشكلة الكبري لزعماء الصهيونية كانت ادانة الشعب الامريكي لاسرائيل و عدم تعاطف السياسيين الامريكين مع اسرائيل وخاصة الرئيس الامريكي دوايت ايزنهاورفعندما قامت اسرائيل بتحويل مجري نهر الاردن قام الرئيس الامريكي #ايزنهاور بتعليق المساعدات الامريكية لاسرائيل ولم يوافق علي اعادتها الا عندما قامت اسرائيل بوقف المشروع في الحقيقة لم يكن ايزنهاور مؤيدا لاسرائيل ولا للصهيونية مختلفا تماما عن سابقة الرئيس ترومان والذي كان مؤيدا تماما للحركة الصهيونية حيث كان ايزنهاور قائد لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وكانت له شعبية جارفة باعتباره من ابطال الحرب وذكر الكاتب الصهيوني ملفين اوروفسكي عن ايزنهاورانه لا يميل الي اقامة علاقات مع اليهود.
- بعد ذلك ادرك زعماء الصهيونية بضرورة وجود كيانات بالولايات المتحدة الامريكية عملها الرئيسي وشغلها الشاغل هو دعم الصهيونية واسرائيل عن طريق دعم موقفهم السياسي سواء امام #الكونجرس او مؤسسة الرئاسة الامريكية ولكن كيف يتم ذلك وعدد السكان اليهود بامريكا لا يتجاوز 2.5% من اجمالي السكان في هذا الاطار اسس الصحفي الصهيوني ايسس كينين في عام 1954 منظمة اللجنة الامريكية الصهيونية للشؤون العامة (American zionist committee for public Asffairs ) ولكن في عام 1959 تم الغاء اسم الصهيونية و تغير اسم المنظمة الي اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤن العامة (ِAmerican israel public Affairs committee) والمعروفة باسم ايباك ( ِAipac) والهدف الرئيسي لهذه اللجنة هو تكوين #مجموعات #ضغط هدفها الرئيسي الدفاع عن المصالح الاسرائيلية وتوجيه السياسة الامريكية للمسارات التي تخدم هذه المصالح وبعد تقاعد كينين عام 1980 تولي الدبلوماسي الامريكي السابق توماس دين رئاسةمنظمة ايباك كمدير تنفيذي قام دين بالاتصال بكل المواطنين اليهود بكل الولايات الامريكية حتي الولايات المعروفة بان عدد اليهود بها قليل مثال ذلك قامت منظمة ايباك بالبحث عن اليهود في ولاية تيكساس ووجدو في مدينة لوبوك 9 يهود فقط فقاموا بالاجتماع بهم وتوجيههم الي ضرورة الاتصال باعضاء الكونجرس بالولاية واستمالتهم واقناعهم بالاجندة الاسرائيلية ونجحت جهود هذه المنظمة في تكوين ما يقرب من 435 تجمعا لليهود في كل الولايات الامريكية هدف هذه التجمعات الرئيسي الاجتماع والاتصال باعضاء الكونجرس واقناعهم بالاهداف الاسرائيلية وبهذه الطريقة استطاع اليهود بامريكا التاثير علي كل او معظم اعضاء الكونجرس الامريكي بالولايات المتحدة ولم يكتفي اعضاء منظمة ايباك بذلك ولكن ادرك ايضا اعضاء منظمة ايباك الصهيونية بقوة وتاثير الاموال في اللعبة السياسية فقام اعضاء المنظمة بجمع التبرعات لصالح السياسيين واعضاء الكونجرس المؤيدين لاسرائيل وذلك استعمالا لمادة في القانون الامريكي تسمح لجماعات الضغط بجمع تبرعات لصالح احد المرشحين السياسيين في الانتخابات او جمع تبرعات لاسقاط احد المرشحين وبالتالي فهو نشاط قانوني بامريكا واقع تحت حق حرية التعبير .
- توسع نفوذ منظمة #ايباك داخل امريكا كثيرا واصبح لها نفوذ داخل كلا الحزبين الرئيسين في امريكا الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي واستطاعت محو الفكرة الرائجة ان منظمة ايباك تؤيد الحزب الديمقراطي فقط حيث استطاعت اختراق الحزب الجمهوري ايضا واصبح اي سياسي في امريكا يطمح للعمل السياسي والنجاح في الانتخابات لابد ان يلجا لمنظمة ايباك علما ان هذه المنظمة لا يوجد لها اي منافس كجماعات ضغط وبالتالي منظمة ايباك لن تدعم اي مرشح لا يؤيد المصالح الاسرائلية ولك ان تتخيل سيدي القارىء ان منظمة ايباك في امريكا لا تكتفي فقط بدعم مرشحيها بل تتجاوز بانها يمكن ان تتسبب في خسارة الخصوم مثال ذلك : –
- عام 1984 خسرالسيناتور الديمقراطي وولتر هايدلستون مقعده في مجلس الشيوخ امام المرشح الجمهوري بفارق بسيط جدا 04.% وكانت منظمة ايباك تدعم السيناتور الديمقراطي الخاسر……. وللمفارقة قام السيانتور الجمهوري بعد ان نجح في الانتخابات بالتوجه الي ايباك وقابل المسؤلين وقال لهم بالنص ماذا تريدون مني لتحقيقه لكم في مجلس الشيوخ ؟ ولما سؤل هذا المرشح عن اسباب تصرفه قال انه يريد ان ينجح في الانتخابات القادمة فما كان منه الا ان قدم فروض الولاء والطاعة لمنظمة الايباك وهذا السيناتور هو ميتش ماكونيل وظل ميتش ماكونيل زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ من عام 1985 حتي يومنا هذا عن ولاية #كنتاكي الامريكية
- امثله اخري :
- في عام 1982 عضو مجلس النواب الامريكي الجمهوري بول فيندلي قال كلمة بسيطة جدا وهي ( انا صديق مقرب من #ياسرعرفات ) فكانت هذه الجملة كفيلة بانهاء مستقبله السياسي تماما فقامت ايباك بدعم مرشح اخر امامه بدعم كامل فخسر بول فندلي الانتخابات وما حدث لبول فندلي حدث لمرشح قوي جدا جدا هو الجمهوري شارلز بيرسي والذي وصفته ايباك انه غير محب لاسرائيل والذي خسر انتخابات عام 1984 وفي اشارة لدعم ايباك للمرشح الاخر قال داين في ان اليهود من الساحل الي الساحل قاموا بدعم المرشح الاخر في اشارة لكل السياسيين الامريكين ان من ستغضب عليه ايباك الاسرائيلية سيلقي مصير بيرسي .
- وبناء علي ما سبق يجب ان نتعلم كيف تسير الامور وان القوة هي ملاذنا ولا اقصد بالقوة هنا شراء اطنان من الاسلحة والمعدات لتسليح الجيوش فقط فهذا بند من عدد كبير من البنود المطلوبة لتحقيق القوة فمقصدي من تحقيق القوة هو التعاون والاجتماع علي تحقيق اهداف محددة ومتفق عليها ولا يمكن ان نحيد عنها منها :
- ضرورة تقليل الفجوة التكنولوجية عن طريق دعم العقول المحلية ومساندتها ومحاولة انتاجها محليا حتي ولوكانت خطط طويلة الامد
- ضرورة وجود اقتصادات قوية والعمل علي استغلال الموارد المتاحة بافضل استغلال وتقليل الفجوة بين الصادرات والواردات
- ضرورة التعلم من الاخر حتي ولو كان اسرائيل او المنظمة الصهيونية فلا يوجد عيب من التعلم والاستفادة منهم
- واخيرا هم اقوياء : –
- بتجمعهم وتعاونهم وتفرقنا وتشرزمنا …… هم اقوياء باتخاذهم التعليم الجيد مسارا وحيدا للتطوير …… هم اقوياء بوقوفهم بجانب الفاشل حتي ينجح ودعمهم الناجح حتي يصل للاعلي……… هم اقوياء لبدايتهم من حيث انتهي الاخرون بقلم محمد نصار
تيودور هيرتزل
