أخبار عاجلة

جبر الخواطر من افضل العبادات

 

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن جبر الخواطر هو الإحسان إلى الآخر أو الغير، وقد جسد النبى صلى الله عليه وسلم، هذه العبادة فى سلوكه، فكان يجبر بخاطر الأرامل واليتامى والاطفال والمساكين، ويتفقد أحوال الرعية، ليجبر بخاطرهم، ويخفف عليهم الأثقال والهموم.

 

وكان يحرص على استشارة صحابته فى كثير من الأمور والمشاورة هنا تعنى جبر الخواطر، والنبى صلى الله عليه وسلم، لا يحتاج لأن يشاور أحدا منهم، ولكن أمره الله تعالى بالمشورة، جبرا لخاطرهم، وامتدت رحمته صلى الله عليه وسلم أنه كان جابرا لخاطر كل من حوله، حتى المخطئ منهم، كان يتحدث عنه بالتورية فيقول صلى الله عليه وسلم “ما بال أقوام” فليتنا نحرص على هذه العبادة.

 

بأن نجعل التحية والسلام والإكرام شعارنا، وأن يكون التراحم هو العلاقة السائدة بيننا، وإن من القربات التى حضنا عليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، هو إدخال السرور على المسلم، وأن نمد له يد العون وقد قال صلى الله عليه وسلم “الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه” وقال صلى الله عليه وسلم ” فمن يسر على معسر يسر الله له” .

 

فمعونة الناس والرفق بهم، والإحسان إليهم صور عملية تطبيقية من جبر الخواطر، ولا حدود لها من الثواب ولكنها مسببة للفلاح والنجاح، فقد قال تعالى “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وقال عز وجل ” وتعاونوا على البر والتقوى” وقال صلى الله عليه وسلم “خير الناس أنفعهم للناس”.

 

فعندما تجد شخص يائس ويشعر بالفشل وتشجعة ، وتقول له أنه يستطيع أن ينتصر فأنت بهذا الشكل جبرت بخاطرة، لذلك فهناك العديد من الأشكال لجبر الخواطر، ومن يقوم بجبر خواطر الناس هو شخص ذو قلب أبيض في زمن قل فيه هؤلاء الأشخاص.

 

وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يجبر بخواطر الناس، فقد كانت هناك إمرأة عجوز كانت تريد أن تصلي خلف النبي صلي الله عليه وسلم ولا تستطيع الذهاب الي الجامع، فذهب اليها النبي صلي الله عليه وسلم مع خادمة وصلي بها في بيتها.

 

وإن كسر الخاطر قد تراة شئ بسيط ولكنه قد يحول حياة شخص كامل ويدمرها، فمثلا شخص رسم رسمة وهو مبتدئ في الرسم وتلك الرسمة كانت بسيطة وليست رائعة فإذا قلت له أن رسمه سئ وأنه غير موهوب قد يترك الرسم،ويبتعد عنه لأنك كسرت بخاطرة ولكن إذا جبرت بخاطرة وشجعتة وأعطيتة بعد النصائح قد يطور من نفسة ويصبح فنان موهوب،

 

وقيل أن الإمام أحمد بن حنبل كان يدعو دائما لشخص يدعي أبا الهيثم فسأله إبنة من هو أبا الهيثم الذي تدعو له دائما، قال له عندما سُجنت وكنت أتجهز لكي أضرب بالسوط كان هذا الرجل معي في السجن، شدني من ثوبي وقال لي أتعرفني فقلت له لا فقال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط وصبرت علي هذا من أجل الدنيا ومتعتها، فاصبر أنت علي السوط من أجل الدين، فكانت تلك الكلمات من أبي الهيثم للإمام أحمد بن حنبل دافع له لكي يصبر علي التعذيب.

 

 

وإن التبرع بالصدقات من أفضل صور جبر الخواطر، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال “اتقوا النار ولو بشق تمرة” فالصدقات لم يقيدها الله سبحانه وتعالى بل تركت لقدرة العبد على الإعطاء،

 

وإن من صور جبر الخواطر أيضا هي دفع ثمن البقالة لشخص ما، فهو من الأفعال البسيطة ولكنها تترك أثر كبير في نفس الإنسان المتطوع والشخص الذي حصل على المنتجات مجانا، وإن الله يخص عباده المحتاجين ليحصلوا على المساعدة، لذلك تأكد أن من تلقى تلك المساعدة هو أحوج الناس إليها.

شاهد أيضاً

الوعي مرض المثقفين 

الوعي مرض المثقفين  كتب سمير ألحيان إبن الحسين محنة العقل في ضل أزمة الوعي العربي …