كتبت / كريمان سعيد
قصة سيدة النقاب التى هزت الرأى العام فى شبين الكوم هى قضية حدثت بالفعل ، ونروى لكم تفاصيلها كما جاءت على لسان المستشار محمد ابو النصر والمستشار محمد نوفل.
تعود احداث هذه القضية الى خلافات نشبت بين زوج وزوجته على اثرها لجاءت الزوجه الى ساحات القضاء بعد ان تعدى عليها زوجها واخذ منها صغارها ، وشهدت اروقة المحاكم على خلافاتهم الى ان صدر العديد من الاحكام لصالح الزوجة ، كان من بينها حكما بحبس الزوج ستة أشهر لتبديد قائمة الجهاز وهو الحكم الذى قضى منه الزوج اسبوع وتم الافراج عنه بعد ان تقدم بأشكال في تنفيذ الحكم .
ليخرج بعدها الزوج متوعداً الزوجه واهلها بالوعيد والتهديد رافضا الانصياع لتنفيذ احكام القضاء بعد ان ترك محل اقامته لتظل احكام القضاء النهائية بشأن الحقوق الشرعية للزوجة وحقها في حضانة صغيريها معلقه لمدة اربع سنوات فائتة شرع فيها الزوج في تنفيذ وعيدة وذلك بان لجأ لأحد شياطين الانس من الذين يسيئون لمهنة المحاماة لمساعدته في الانتقام من طليقته واهليتها ؛ وقد قام ذلك الشيطان الانسي بشكاية والد ووالدة طليقته بإيصالي امانه مزورين بتوكيلات من اشقاء الزوجة الجديدة بغرض الانتقام .
تداولت قضية الشيكات على النحو الثابت بمحاضر جلساتها حتى صدر فيها حكما من محكمة اول درجه غيابيا فى حق والد ووالدة الزوجه والذين طعنا عليها بالمعارضه ليمثل محاميهم بكل قضيه ويشكك فى الصورة الضوئية ويطلب اصل الايصال لاتخاذ اجراءات الطعن بالتزوير ، الا ان محكمة اول درجه لم تستجب لطلب المحامى بشأن جحد الصورة الضوئية وأيدت الحكم المعارض فيه.
فطعن المتهمين بالاستئناف ووصلت القضايا لمرحلة المعارضة الاستئنافية امام فشل المتهمين فى الوصول للمجنى عليهم الى ان تأكدوا ان وراء تحريك تلك الشكوى هو طليق نجلتهم التى مازالت احكامها ضده معلقه لم يتم تنفيذها ؛ وفى اولى جلسات المعارضة الاستئنافية يوم 17/6/2021 مثلت المتهمة مرتديه نقابها فطالبها القاضي برفع النقاب وبكشف وجهها فاستجابت ، وطلب الحاضر معها اجلا للإعلان بتقديم أصل الايصال بعد ان جحد صورته الضوئية فقررت المحكمة التأجيل لجلسة 8/7/2021 للإعلان بتقديم أصل الايصال بمحل اقامة المتهمة وبموطنها المختار ؛ وبتلك الجلسة مثلت المتهمة امام المحكمة مرتديه نقابها فقام السيد القاضي رئيس الدائرة بإعطاء بطاقتها الشخصية للسيد امين سر الجلسة طالبا منه التأكد من شخصيتها فلما طلب من السيد امين سر الدائرة اعلنت تضررها من ذلك الامر وابدت رغبتها في ان يتأكد من شخصيتها السيد رئيس الدائرة وليس السيد امين السر .
وهو الامر الذى اغضب سيادته وعلا صوته متوعدا المتهمة الى ان كشفت وجهها ؛ وقدم الحاضر معها اعلانين بتقديم اصل الايصال احدهما غير منفذ لسبب يرجع لقلم المحضرين والثاني لم يعلن للإجابة لكون العنوان غير مفصل – على الرغم من العناوين الثابتة بالشكوى هي ذاتها الثابتة بالإعلانات المقدمة – وطلب الحاضر اجلا للتحري عن محل اقامة المجنى عليه والاعلان على ضوئه وحيث استشعر الحاضر معها ان غضب السيد رئيس الدائرة قد يؤثر على القرار الأمر الذى حد بها الى ان طعن بالتزوير على صورة الايصال المقدم صلبا وتوقيعا مشيرا الى بعض وقائع الاتهام ، الا ان السيد القاضي رفض الاستماع ، وقال ان القرار اخر الجلسة ؛ وبنهاية الجلسة فوجئ الجميع بالقرار بتأييد حكم أول درجه على الرغم من ان سيادته قد استجاب لذات الطلبات في قضايا اخرى، بل وأصدر سيادته احكاما بالبراءة تأسيسا على خلو الاوراق من أصل الايصال وهو ما أصاب الجميع بالذهول .
وبدأ الجميع في السؤال والاستفسار عن السبب وراء صدور ذلك الحكم الا ان احدا لم يجد اجابه وبدأت التكهنات فقال البعض بان غضب سيادته بسبب النقاب وقال اخرون انه قد يكون موقف شخصي من محامى المتهمة ؛ بل الاكثر من ذلك ان تلك القضية عُرفت بين أروقة محكمة شبين الكوم بقضية (( سيدة النقاب )) .
وهو الحكم الذى ترتب عليه ضررا اصاب المتهمة اذ لا علاقة لها نهائيا بذلك الايصال ولا بآياً من أطرافه ولم يسبق لها التوقيع لأي شخص على ايصال امانه ؛ بل وأصاب محاميها الذى هرع لتصوير الاحكام ومحاضر الجلسات ليجد ان طلباته بشأن التأجيل والطعن بالتزوير على صورة الايصال صلبا وتوقيعا ثابته بمحضر الجلسة وان كان الحكم جاء خلوا من اثباتها او اثبات أي حضور او دفاع من محامى المتهمة ؛ الامر الذى حدا بمحاميها الى الطعن بالنقض وايداع المذكرات وتقديم اشكال في التنفيذ والذى تحدد لنظره جلسة 15/7/2021 وبتلك الجلسة مثلنا بنهاية الجلسة بغرفة المداولة وقدم دفاع المستشكله اربعه حوافظ طويت على ما يؤكد للمحكمة انتفاء علاقة المتهمة بصورة الايصال المقدمة .
الا ان السيد القاضي رفض الاستماع لأى دفاع او شرح بشأن تلك الحوافظ وأصدر قراره فى عجله غير مبرره برفض الاشكال دون حتى ان يكلف سيادته عناء الاطلاع على ما طويت عليه حوافظ المستندات المقدمة .
ومع هذا الحكم اضطر اهل سيدة النقاب المحبوس عليها الذهاب لطليق نجلتهم ومفاوضته الا انه طلب منهم تنازل مطلقته عن كافة الاحكام الصادرة لصالحها وعن حضانة صغيريها وسداد اتعاب محامى الايصالات المزورة والبالغ قيمتها عشرة الاف جنية .
هذه هى وقائع قضية سيدة النقاب المحبوسة الان بسجن مركز شرطة بركة السبع ظلماً وقهراً وانتهازا، وهى التى بلغت من العمر خمسون عاماً ، وتعانى من الامراض المزمنه، و لم تطأ قدميها من قبل تلك القضية ساحة محكمة او مركز شرطة ،لكن قد صدر الحكم ولا تدرى سيدة النقاب بأي ذنب حُبست ؛ واهلها مكتوفى الأيدي قليلي الحيلة