تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
****************
((( سيدة الوجع ٠٠ !! )))
الشاعرة التونسية الشريفة كريمة الحسيني ٠
مع أول عناق
انتحرت الأشواق
بين ذراعيك
تبعثر أحمر الشفاه
بين شفتيك
والصدر أحدث ثورة
بعثرت أزراري
فتراقصت على الأرض
وشكلي… ولوني …
ونظرة عيني
تبعثرت بذات المكان
وحيرة نفسي
إن كنت أحلم !!
لكنك تهمس…
على الخد تقرص…
دقات قلبى
تهرب مني
فتضمني أكثر
ليهدأ نبضي
وتحت المعطف
أتوسد قدري ٠
” من قصيدة : بعثرة ”
٠٠٠٠٠٠٠
من تونس الخضراء ذات المروج و الحمام الأنيق و جامعة الزيتونة و ابن خلدون و ابو القاسم الشابي نطوف حول الفنون الجميلة لنتوقف مع بستان الشعر ٠٠٠
لنجد شاعرات تونسيات لهن في ساحة الأدب سردا وافيا يحمل دلالات استثنائية أمام زخم وصدى الواقع وسط منعطفات المشهد المركب أدبا وفنا وسياسة متداخلة الزوايا والقضايا الاجتماعية داخل سياج الوطن وهموم و أحلام المرأة في مشاركة فعالة حقيقية ٠
نعم إنها شاعرة السلام التي عشقت الوطن و غنت للحب و الجمال و الطبيعة و لمَ لا فهى تحمل رسالة إلى الإنسانية مصبوغة بالخير الذي ينساب من نسبها الشريف ٠
هذا الزمن ، حيث أنها أرادت التنوع
وهذا مسجل من خلال رحلة سردها المعبر
لتقول لنا في قصيدتها ( صلاة للوطن ) :
كل مرة عشقت فيها
السفر ، كنت أبحث عنك
ربما التقيتك صدفة
بإحدى مدن الملح
ربما سمعتك تلقي قصيدة للوطن
ربما …
ربما…..
المارون في الشوارع يبتسمون لك
ويهتفون خلفك نموت نموت ٠
٠٠٠٠٠٠
و تنتقل بنا في نصها بعنوان (إمرأة ميتة) لتصل إلى مرافيء الروح ترتشف قهوتها في عفوية :
إمرأة ميتة
تعانق فنجان
نظرتها شارده
ضحكتها بارده
صلواتها أنين
تسابيحها هذيان
في كل ركن من الاركان
رماد لبركان
و بقايا دخان
لا تنتظر لطفا أو حنان
فقط رفقا بشبحها
فالله المستعان ٠
* نشأتها :
=====
ولدت شاعرتنا التونسية ذات النسب الشريف كريمة الحسيني ، في مدينة الكاف العالية من الشمال الغربي و تقيم في مدينة طبرقة الحالمة الملهمة ٠
– عضو برابطة شعراء سيكا ٠
– و نشرت في عدة صحف ومجلات عربية ٠
– كما شاركت في كثير من الندوات والمهرجانات و نالت التقديرات و الجوائز ٠
– تناول النقاد أعمالها في دراسات متنوعة ٠
= صدر لها ديوان بعنوان ( تناقضات أنثى ) ٠
= و ديوان جاهز قيد الطبع ٠
* مختارات من شعرها :
——————
تقول الشاعرة التونسية كريمة الحسيني في قصيدتها تحت عنوان ( جحيم الصمت ) تصور تداعيات تقلقها مع عمق تجربتها المحترقة بين ظلالها الحانية فتصدح بتهويماتها التأملية نحو موكب الحياة :
قاسية هي القلوب
حولي
تُشبه الموت الذي
يزج بك في الجحيم
أنهض كل يوم
على العدم
لا عناق يذيب
الثلج المتراكم
على كتفي
لا شمس تطرق
نافذتي
أرتب صمتي
وصدري المبعثر
على السرير…
رواية ساذجة..
بعض المذكرات..
أقلام قديمة
تجمد حبرها
ذات شتاء…
وشقفة مرآة أراقب بها
خطوطا جديدة تعبر
وجهي دون استأذان
تتحكم في رسمي
وكأنني لست لي..
أخط من الكلمات
قصيدة تشبه الثرثرة
تسبقني إلى الجنون ٠
***
و نختم لها بهذه القصيدة تحت عنوان ( صرخة حزينة ) تظل في تناقضات حائرة تشتهي الوصول لماهية التكوين مع استعدادات المشاعر المتجمدة من قمقم المستحيل داخل متعلقات الأمنيات والتي تحمل في متاهات أروقة الأضلع الكئيبة رؤية متعثرة حيث تقول فيها شاعرتنا الرقيقة كريمة الحسيني :
تحضر الذكرى
طاغية..مسيطرة
فيدمع القلب الحزين
ويصرخ بصوت لا يسمع
بين أروقة الأضلع الكئيبة
المطوقة بالظلام المميت
والدهاليز التي توحي بالفناء…
قاوم كثيرا قبل محاكمة
غير عادلة
فقد فيها الحياة…
ليكبر الطغاة
خارج الأسوار العالية
يعزفون لحن الوجود
والأبدية..
ويرددون أغنية الحرية
يلبسون ثوب العروبة
المرقع..
يكشف عوراتهم
المخنثة وخيباتهم
الأزلية…!٠
٠٠٠
وبعد هذا العرض الموجز حول شاعرية وموهبة شاعرتنا التونسية الجميلة كريمة الحسيني التي تصور من خلال منظومة إيداعها المتباين بين روح هائمة في الطبيعة تختصر زوايا الجمال و ترسم حلمها نحو الغزل الرقيق تداعب فيه أفكار تسبح في إطار تداعيات تأملية تكشف لنا بواعث مشاعرها من أجل وطن يؤرق المصير ، وبرغم الوجع يبقى العشق عندها سيد الموقف تجسد رؤيتها في انطلاقة واعدة نحو التجديد ومناهضة الانغلاق من خلال لغة وتعبير هاديء و إيقاعات مهموسة في نداءات عفوية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠