تغريدة الشعر العربي

تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
****************
((( عناقيد السحاب ٠٠!! )))
الشاعرة و الناقدة السورية سارة فخري خيربك ٠

بزغ الفجر بثوب ساحرٍ
إذ همى نوراً بوجه الغلس

وأزاح النوم عن جفن الكرى
أيقظ الحسن بعين النرجس

وخيوط الشمس مدت نورها
فمشى دفءٌ سرى بالنَفَس

يا لسحر الكون إذ فجر بدا
سار يدعو للحيا من قبس

فينادي السعي هيا للخطى
لاخضرار الأرض فوق اليبس

ويهب الخلق سعيا للبنا
ويضج الكون بعد الخرس
” من قصيدة : ثوب الفجر ”
٠٠٠٠٠٠
من الشام و من أرض سوريا الحبيبة ذات الغصون و الحضارة نتوقف مع شاعرتنا سارة خيربك التي رصدت واقع بلادها من خلال مأساة الزلزال وربطت بينه و بين الطاعون في حزن يجمع الكلمات تصويرا و تعبيرا في لوحة تنطق بالواقع حيث ترثي الجمال في ربقة الصوفي المعذب و العاشق المتيم و تستحضر هذي دمشق الفيحاء من عيون شعر نزار قباني في تواصل ينم عن عملية الإبداع المتناغم هكذا ٠٠٠
أليست هى القائلة عن دمشق في محنتها الأخيرة عن الزلازال :
دمشق هبّي من الأنقاض شامخة
يامهجة الروح يا بأسا على الضّعف

شماء كنت وما ألوتك نازلة
نبع الصمود ويا طوداً على الحتف

كل الزلازل لا تثنيك سيدتي
أنت الكرامة كفّ الموت للعسف ٠

* نشأتها :
———–
نشأت الشاعرة و الناقدة السورية سارة فخري خيربك في اللاذقية درست إجازة اللغة العربية و تعمل أستاذة للغة العربية و حاصلة على ماجستير في النقد الأدبي من جامعة تشرين ٠
* من إصداراتها :
ديوان شعري بعنوان (غرة المجد )
ديوان بعنوان ( زنابق أخرى)
ديوان بعنوان (نغمات )
ديوان بعنوان ( قاحل في عقلنا )
ديوان شعري (رتل الأشواق)
ديوان ( عناقيد السحاب )
ديوان (تراتيل )
* مجموعة قصصيه بعنوان (صرخات الروح)٠
* دراسات نقديه لديواني الشاعرين الكبيرين حماد الشاعر ( وجه آخر لليل )
محمد علايا (سوريه والأمل) ٠
= و قد حصلت على عدة جوائز أدبية كبرى و لُقّبتْ بشاعرة العرب.
و هى ترنو إلى الحلم العربي كما في قصيدتها التي بعنوان وجه آخر الحلم العربي ، حيث تحمل في ثناياها هموم الوطن الكبير فتقول فيها :
ويسافر الحلم الجميل على الصور
يزجي الهتون الدافقات مع المطر

فأخيط أحلامي بتبر تخيُّلِ
هلّا توحدنا بآتٍ مُنْتَظَر

فبلادنا من شرقها ولغربها
فيها العجائب والغرائب والدرر ٠

* مختارات من شعرها :
—————————–
تقول الشاعرة سارة خيربك في قصيدتها بعنوان ( العالم المسحور) ترمز إلى محطات فارقة من ظلال المكان و عبقرية التاريخ الموشح بهمسات الحب برغم الوجع و تفيض كلماتها بغيث له رونق السحر يروي الحلم المنتظر برغم الأنين في سجل الأشعار :
بنيت عرشك في قلبي بلا عمدٍ
لكي يطوف على روحي ويحييها

يا روعة الحرف بالإحساس توقظه
من روعة الصدق تلك الروح تسقيها

من زفرة الحب باقات مزركشة
أطايب الزهر للأفاق تهديها

ونسمة الصبح من ريّاً وتنعشنا
عند الهبوب تحاياها وتلقيها

كل المحاسن بيت الحب تسكننا
أنقى المحامد في الأرواح تعليها

تلك الجمالات من نور تهدهدنا
كف الوفاء بفيض الغيث تعطيها

من كالغرام على الأكوان زغردة
بلابل الحب للأطيار تزجيها

من للقلوب إذا طارت بروعته
أي الطيور على سبق تجاريها

مس هو الحب كالأشعار تسكننا
من ذا يقارب في المعنى يدانيها

نعيش كونا على الأكوان منفرداً
نأتي القصور بذات التبر نبنيها

نسير في العالم المسحور
نغلقه
ننام نهجدبالأذكار نحييها

ساره فخري خيربك

****
و تقول ساره خيربك في قصيدة أخرى و هى تصدح بأجمل الأبيات حيث تدشن المقاومة في روح نضالية مفعمة بالكفاح كما في قصيدتها الموسومة ( سنغير الدنيا ) تتخذ من مدينة جنين انطلاقة الأحجار :
جنين يا نغماً عالٍ بأسرار
أطفالنا خلقت في بأس ثٌوار

خطواتنا عزمٌ يمشي بإصرار
تمضي جحافلنا .. تبني لأقدار

نحن الرجال هنا حتف على العار
نغيّر الدنيا …. نعود للدار

والحق في يدنا والله يحرسنا
القدس وجهتنا في كف هدار

ابناءنا هبوا …. يا نبعة صمدت
النصر في يدكم في كوم أحجار ..

***

و في هذه القصيدة عن دمشق تذكرنا بنزار قباني في دفقة حب عن معشوقته ، فتقول بنت اللاذقية سارة خيربك :
( أسياف على الخوف )

دمشق هبّي من الأنقاض شامخة
يامهجة الروح يا بأسا على الضّعف

شماء كنت وما ألوتك نازلة
نبع الصمود ويا طوداً على الحتف

كل الزلازل لا تثنيك سيدتي
أنت الكرامة كفّ الموت للعسف

ونحن شعب من الفولاذ نبعتنا
زدنا بلحمتنا في حمّة الخسف

الكل عون الى إلاخوان منطلق
أسْد وتركض في جهد الى السَعْف

في لحمةجاوزت أوصافها أمماً
فالعين تعجز ما تلقى عن الوصف

درعا الأُخوّة إذ قامت بفزعتها
وذي السويداء أسياف على الخوف

في إدلب الجرح هبّ الحب يجمعنا
اذ ما قسى الخطب واشتدت نهى الظرف

صِيْدٌ ومن صلب سوريّا مروءتكم
ألوان همّتكم طافت على الحرف

أنتم كماة وكل الكون يعرفكم
أهل المآثر في سلمٍ وفي عصف

مهما تداعت على سوريتي محن
تبقى السلام وبيت الأمن والسقف

تبقى الرؤوم و كل العرب جامعة
مهد العروبة إذ تدعو الى الصف

سوريتي مانعٌ والله يحرسها
رباه أرفق بها باللين واللطف ٠

***
و نختم لشاعرتنا بهذه القصيدة الشجية بمناسبة مرور أربعين يوما على شهداء الزلزال و هى تربط بين الزلزال و الطاعون في ثنائية الحزن الاستثنائي ، تحت عنوان ( الطاعنون الصيد ) حيث تقول فيها :
سوريتي والماجدات نساؤها
أطفالها وعلى الحلوم رجال

سوريتي قمر اهل بنوره
ومحال يخبو نوره ومحال

مازال فيها من حرائرها الإبا
ورجالها افق المجرة طالوا

والصافنات جيادها في أرضها
وكماتها فوق المتون ثقال

وعيونهن بصمتهم مهابة
منهن تولد للكرام خصال

الطاعنون الصيد في ساح الوغى
نصر يحقق فالحياة نضال

أبناؤها وشبابها أسطورة
ومن الجنادل منعة وصلال

لا يأبهون الموت أو وقع القنا
طلب الشهادة غاية ومآل

في صبرهم فاقوا الخلائق كلها
في سيرهم رعد الخطى وجلال

نخفي الظروف القاهرات بصدرنا
لا للمواجع فالقبيح جمال

ونفوسنا اعتادت صموداً
ما انحت
ما شابها رغم الصعاب ضلال

من طائر الفينيق يولد بأسنا
فدما الحياة يضخها الصلصال

انى لهدم ان يكسِّر روحنا
انىّ لموت إن همى زلزال !!

ارواحنا بعث بكل مصيبة
وعلى صلابتها تقيم جبال ٠

***
هذه كانت قراءة سريعة في عالم الشاعرة و الناقدة السورية سارة فخري خيربك زهرة اللاذقية حيث
تكتب في أغراض عديدة من فنون الإبداع العربي عاشقة للتاريخ و الحضارة و الجمال و الحب تجيد فن الإلقاء و الغوص في علوم العربية تربط الماضي بالحاضر بعيون المستقبل في إطار الواقع المعمق بالخيال و لَمَ لا فهى رمز للمقاومة و المجد دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠

شاهد أيضاً

مقدمة في فن اكتشافات المقابر الأثرية.. كتاب جديد للدكتور سيد الطلحاوي

متابعة : ماهر بدر نشر الدكتور سيد الطلحاوي مدير عام آثار الدقهلية ودمياط ومدير بعثة …