تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
*****************
((( فارس اوانه مجاش ٠٠ !! )))
الشاعرة كريمة محمد إبراهيم – ١٩٧٤ م
” من كتر عينى ما دمعت
بقت الدموع عناقيد
وشكيت حالى للغالى يقسى
ليه ويزيد
كانت ضحكته عندى هنا
وقدومه عندى عيد
لكن قدر ودبحنى
والدبح صعب اكيد
عملت له سحابه مطر
دوقنى سنين عمرى عجاف
خفت عليه من الخطر وعليه عنيه كانت تخاف
قلبى عليه انفطر
شاف الناس ولا حبى شاف
عملت له هلال العيد
يمكن عليه يهل
وفرحت وقلبى سعيد
يمكن عليه يطل
سابنى ولا حس بيه
دلوقنى طعم الذل
الله يسامحك يلى كنت
هلال عيدى ٠٠ ” ٠
٠٠٠٠٠٠
يظل موال الشعر و الشجن و الحب و الجمال ينطلق من مشاعرنا الصادقة التى نرصدها من مخزون الكلمات شعرا و نثرا فصحى وعامية في نزعة غنائية تصور لنا وجودنا فرحا وحزنا في تباين يكشف لنا دوافع الأحاسيس في تجربة ذاتية تنهض بالإنسان نحو رسالته التي تترجم بواعث الشعور في تلقائية هكذا ٠٠
و نتأمل حالة الشعر العامي الشعبي من منظور المرأة التي تعكس لنا مرايا الوجودية بمعانيها الفضفاضة وسط تساؤلات تكشف بالبوح جمال الروح الذي ترسم لوحاته في تناغم شاعرة الإسماعيلية ” كريمة محمد ابراهيم ” في متواليات غنائية تفك معها طلاسم المجهول في لغة بسيطة و معاني مركبة صورة تعج بالخيال الواسع و الإيقاع المهموس ٠٠٠
في تسلسل منظم و فواصل متدفقة الظلال مع فلسفة جمالية إشراقية تنم عن حكمة توظفها في إطار الخصائص الفنية فتصل إلينا في هدأة الليل الجميل بلا حدود لتمس أوتار وأزهار الحقيقة بلا خجل في مكاشفة الصوفي المعذب ٠٠
أليست هى القائلة :
التقينا كصخرين وثالثنا وتر
وغرفات قلب لا تقبل مزيد
صمام الأمان ليس بغافل
ولن يتسلل بقلبى من يريد
كل الأماكن بى امتلئت شجن
ومازلت أصلب من حديد
رائحة الماضى تعبق بى
والحاضر أتى ملونا وفريد ٠٠
* نشأتها :
======
ولدت شاعرة العامية كريمة محمد إبراهيم عام ١٩٧٤ م في مدينة الإسماعيلية بمصر العربية ٠
عضو فى نادى أدب الإسماعيلية
و عضو بساقيه غنيم
عملت مسرحية بعنوان ” عشاق الحياه ” مع الأستاذ عاطف والمخرج يوسف ٠
كما عملت فترة مع الفنان علاء مرسى ٠
أضف إلى إنها قد دربت مجموعة من الأطفال في فن الإلقاء ٠
وشاركت في برامج إعلامية وصالونات أدبية
وحصلت على جوائز وتكريمات متنوعة ٠
من دواوينها :
—————–
= ديوان (فارس اوانه مجاش)
=(طرح شوك)
= (سندريلا )
= (ريحه زمان )٠
* مختارات من شعرها :
================
تقول الشاعرة كريمة في قصيدة بعنوان ( أنا اللى رضيت بلخبطك ) معاتبة النفس في حالة نقاء عندما تتلاشى الأشياء في صفاء بعيدا عن الرمادية :
أنا اللى رضيت بلخبطك
وخدتك كان عوج خطك
سعيت كتير وخطتطك
لغايه ماتفرد عودك
واتعدلت شخبطتك
عديت عليه ماتعرفنيش
ولا كأن خطى كان خطك
ما هو ده العادى يا دنيا
الناس تتفنن ف النكران
كذبوا علينا بكل صدق
وخانونا بكل أمانه
ووايه فاضل معانا خلاص
فاض الكيل
وده خطى. ووده خطك
ماتجيش يمى أنا همى
ابعد
لحد ماتخلص حكايتك معايه
لا مستنيه رجوع
ولا حتى تقول شرطك
ما أنا أتوجعت خلاص
والبعد كان شرطك
يا مشرط الجراح
الجرح من شرطك
رافضه خلاص رجوع
ولا مستنيه إشارتك ٠
***
و تقول في قصيدة أخرى تحت عنوان ( معلش يا زهر ) تعاتب وتعانق لحظات تعتبرها من المعوقات في المجتمع وسط القضايا الاجتماعية :
معلش يا زهر
وكام معلش خدناها كده فى الوش
و ياريتها بتتصرف ف بنوك
ضحكو عليك لما حلوك وشافوك حليوه بعد ما سنين م العمر رموك
وحلوك من وعودك مع اللى ف ضيها وضوك
خلاص قدرت تسيب يا دى العيب اللى فيه حطوك
خلاص قدرت تغير مشاعرك
بين يوم وليله وعلى هواهم مشوك
قدرت تتعافى وتجافى
اللى فى يوم سندوك
اللى. ع الشوك. مشيولك
يلعن
……..
بالسهل عليك تبيع العشرة
واختم لك بالعشره
أيدينا منك ف الشق
مانت ف صف اللى باعوك ٠
***
و نختم لها بهذه القصيدة و التي بمثابة محطة شوق و انتظار ، و منها تنطلق نحو الأفق الرحب تفند و تفسر الاوجاع و الأحلام معا ٠ تترجم روعة اللقاء لنا في خاتمة حوارية تقريرية بتداعياته المشهد فتقول كريمة :
وگأنى منتظره كلمه منك
عشان أخرج كل اللى جوايه
فى هيئه عياط وتشنجات
طب منا بقالى يومين ساكته
ومخيطه جرحى وبسهر وأبات
أنتى بس اللى قريانى وحفظانى
من غير ما تكلم فهمانى
وسط السكات
يدوب بس تقولى مالك!!
كأنى بركان وأنفجر.
بعد الثبات!!
كنت مستنيه حضنك اترمى فيه
وأحكى!!
بس انت عارفه حكايتى من غير حكايات
دلوقتى أشكى لمين حالى
بعد ك يا امى خلصت الحكايات
مفيش حضن بيسعنى
مفيش حد بيسمعنى
حتى اللى قلت ح يسعنى
بقى اكتر حد
بيوحعنى و عايشنى كل الاحباطات
مفيش حاجة تفرحنى
عمال بطال بيجرحنى
طب اعمل ايه
الحل أسكت !
وف السكااات
يمكن!
يمكن!
تتبدل حياتى
واللى جه يوم عليه مسيرها
تلف وتدور عليه
ما حنا عايشنها
بالتبادل
ظلمت راح تتظلم
كسرت راح تتكسر
جنيت ح يتجنى يوم عليك
وسلم لى ع المحبه!٠
——-
هذه كانت جول في عالم شاعرتنا كريمة التي تتدثر بعباءة القصيدة الشعبية والتي تؤمن بلهجة الحياة اليومية من واقع صدى موال الفرح والحزن داخل دائرة الحركة و التطور بسياج الحب عنوان التلاقي دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠