تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ==============
((( ترانيم قيثارة ٠٠ !! )))
الشاعرة السورية رحاب أمين – ١٩٧٦ م ٠
لم الأقدارتحصدنا بنأي
تباعدنا وترمينا بحزن
أبات الليل خاشعة لربي
لعل الغيم أن يأتي بمزن
فترشفها بشوق الحب ارضي
وتنساب اللآلئ فوق غصني
لم الأقدار لم تنصف بحقي
هل الإنصاف أن احيا بسجن
نقشتك في خيالي ظل شمسي
عزفت الهم أوتار التمني
وذقت المر من أعسال صد
شربت الغدر من كأس التجني
ألست الوهم في صحراء عمرك
لأجلي تهت في الصحرا تغني
و فاح العطر من خديك مسكا”
غزال المسك في روض لأني
قضيت العمر أشواقا” و حبا”
جيوش الشيب في رأسي تلمني
فلا الأقدار تجمعنا و تمضي
و لا الأشواق أثنيها فتثني ٠
” من قصيدة : لم الأقدار ”
———
من أرض الياسمين و عبق التاريخ بين نسائم الشام نتوقف مع شاعرة ألفت الشدو مع البلابل بلغة الحب و الجمال بدفقات نورانية إنها زهرة من زهرات الشعر السوري العريق حيث البييئة الثرية بكل المقومات الفنية المعنوية و المادية التي تسهم في العملية الإبداعية من خلال البناء النصي لدلالات ممزوجة بالخيال المنطلق بلا حدود هكذا ٠٠
كان اللقاء مع المبدعة رحاب أمين ٠
نشأتها :
نشأت الشاعرة السورية رحاب أمين في سلمية محافظة حماة السورية فقد ولدت عام ١٩٧٦م و بعد مراحل التعليم تعمل بوزارة الصحة و من خلال استعداداتها لاستقبال مشروع شاعر حشدت كل الامكانات الثقافية و الأدبية للاطلاع على الإبداع شرقا وغربا بجانب الموهبة ٠
و لم ِ لا فقد كتبت الشعر منذ مراحل الصبا أيام التعليم الأولى
وشاركت ببعض النماذج في المناسبت حتى تمخض هذا العطاء عن جمع ديوانها تحت عنوان ( ترانيم قيثارة ) ٠
وكتبت المقال و الخاطرة و حرصت على تعلم العروض إيمانا منها بالموضوعية التي تنهض بالكتابة على أساسي علمي بجانب الموهبة و القدرة على الولوج لتلك الفنون الرقية ٠
* مختارات من شعرها :
—————————-
نتوقف مع بمعلقة العشق
تحت عنوان ( هلال حبك ) حيث الثنائية التي تشرق من أقاصي فيوضات الحب و الجمال بين أريج الزهور لترسم بخيالها الفني المركب انطلاقة الغزل من فيحاء الشام بين ظلال الياسمين وهديل الحمام في لغة رومانسية بسيطة تحرك المشاعر مع الشروق و الغروب موال من رائحة المدينة العتيقة عند بوابة الحياة تناقش الليل بمفاتنه فتقول شاعرتنا رحاب أمين :
آخيت ليلا”يتيما”لا صباح له
و تهت أبحث فيه عن صباحاتي
رأيتك الشمس في حضني و في كنفي
بين الغصون أطلت من مساماتي
هز اشتياقك’ من عينيك منبعثا”
روحي غراما”و أدمتها جراحاتي
فاض الحنين..حنيني للندى فهمت
نشوانة منك أمطار السحابات
أزهو بحبك كالأزهار في دعة
فاحت من الخد رفت كالفراشات
لولا شموسك لم أشرق أنا أبدا”
ولا البدور أشاعت رقة” ذاتي
تيمتني بالهوى زدني به شغفا”
جنون وصلك قد فاق الخيالات
و كان صمتي جوابا”فاضحا”ولعي
و حر ردك قد جارى اشتعالاتي
قد لمت قلبي و ما أطفأت متقدا”
أشعلت جذوة شوقي في كتاباتي
قد لمت قلبي نواقيسي أتسمعها
دقت لأجلك أجراس الصلاوات
صلاة قلبي نشيد بت أسمعه
انشد معي ..بالصدى رد ابتهالاتي
هلال حبك قد حانت فريضته
و هل عيدك في ثغر ابتساماتي
يامن لأجلك قد أطلقتها شهبا”
ضحكات ثغري ابتهاجا”بالهوى الآتي
سكبت عطر انتظاري أينما عبرت
خطاك و انطبعت فيه ارتعاشاتي
شوقي إليك ندور أنت شمعتها
اهمس لها: آن وقت الاشتعالات ٠
***
كما ننتقل مع رحاب أمين بين غصون بستانها الشعر نقطف من أزهار القصيد قصيدة أخرى تحت عنوان ( سندباد )
حيث تتخذ من بساط الريح حلمها المتعثر في انتظار القمر حيث الانشطار في ربقة تجليات لتقول :
مستوحد و النجم آنس قلبه
أوحى الخيال له فراح يشطر
ملك العنان محلقا” بقصائد
خطت على وجه السما تتقطر
من ديمة ملأت فؤاده غبطة
بلت جوانحه و راحت تنثر
عبق انتظار طال في أحلامه
وردا” وطلا” باتساق يقمر
مستوحد بذكائه بلغ المنى
كالسندباد بفك سحر يبهر
أومى إلبها ياسمينة قلبه
حطت على كتفيه حبا” تنشر
لاءاته باتت سرابا” وانطوى
و الليت في أحباره متكور
فتوسدت عيناه أعين حبه
و على بساط الريح حلم يزهر
مستوحد لكن قلبه دله
من لمس كفيك الوسائد تسكر
فأتيت من سحب الجمال أزلته
غما”تكبد ليله يتبختر
فأنرت ليلا” موحشا” بضيائك
ما ضاء يوما” مثل خدك يقمر ٠
***
ونختم لها بهذه القصيدة الرائعة بعنوان ( ترانيم قيثارة ) حيث هذه القصيدة تحمل اسم الديوان و بها تدخل محرابها كي تشدو على صدى ربابتها التي ربما تكون أوتارها معطلة الألحان بسبب الصراعات فتشعر بغربة الذات التي تداهم الأحلام برغم الانكسارات تصدح تناجي بأسرارها المخبأة مسافات البعد قائلة :
يا من لأجله قد أنتشتها أملا”
براعم الحلم في روضي و بستاني
واستوطنت في دمي نبضا”تحاصرني
في كل نبض،خراب هز شرياني
شوقي إليك و أسراري مخبأة
بين السطور حروفي قيد أوزان
أسأل بحوري لكم قطعتها وتدا”
توقا” إليك و ما عادت بمرجان
يامن لأجل خطاه الزهر منتشيا”
أفاق من خجل دلا” و أحياني
نورت دربك ،أقمارا” مكللة
بنار شوقي ألا أطفأت نيراني
أشتم ريحك من هبت نسائمها
قيثارتي عزفت شوقي بألحاني
يشتاق فلكي و أمواجي مسافرة
ارأف بها غرقت يا خير سفان ٠
٠٠٠٠٠
و بعد التحليق في سماء ترانيم قيثارة لصاحبتها الشاعرة و الكاتبة السورية رحاب أمين التي تتحدى مركب الصعاب لتواصل النجاة بعد المناجاة إلى شاطيء الذكريات فشعرها بلغة قريبة من الحياة مفعمة بالغزل وحب الوطن و جمال الطبيعة و الشكوى و الهروب من هذا العالم المشحون بالضبابية كما تجسده تلك الإيقاعات في جل قصائدها التي تبوح بأسرارها المتدفقة مع نبض شركاتها ، فترسم بها عبقرية المسار دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠