تعالي
حزينةٌ هي روحي حد الاحتراق ، فهذا الكون لا يرى ما أريدُ لإبنِ الإنسان من كرنفالاتِ المحبةِ والسلامِ ..،
لا يَشُوقُ إلى ما أشُوقُ إليه من تقهقرِ الجوعِ والخوفِ .. من اندحارِ الأغوالِ واللصوصِ..،
تعالي
يا خاتمَ عرسِنا الذي ما غابَ بعد أن أطفأ الغريبُ شموعَ حلمِنا ..حلمِنا أنْ نسيرَ في وادي الحياة متحدين برباطِ دين الحبِ العظيمِ ..،
أنْ نسيرَ وتحفُّ موكبَنا عيونُ العصافيرِ …،
وتهزجُ الناياتِ أصابعُ اللبلابِ ..،
وتدقُّ الطبولَ زغرداتُ الصبايا.. ،
تعالي يا ظلّي الذي كنتُ إليهِ أستريحُ ..، أرى فيهِ الأخيلةَ اللذيذةَ وفرحَ المباهجِ وديمومةَ العطاءِ المنزّهِ من المنافعِ والغاياتِ الدنيويةِ..،
تعالي يا قميرَ بغدادَ لا يزالُ يسرقُ عناقيدَ قبلاتِنا هناك بين إستدارةِ النخلاتِ ليتوّج بها قاماتِ النجومِ..،
تعالي فَمَنْ لي غيرُ مزاميرِ كفّيك ِ تخفّفُ عنّي وحشةَ الطريقِ في طوافي حولَ قبّةِ الأيّامِ والليالي ..،
مَنْ لي غيرُ مواويلِ صوتِك تهبُني بسماتِ الربيع ..،
آه ٍ محبوبتي لو تدرينَ كم أنتِ في القلبِ ..في قلبِ من رآك َ في هنيئةٍ من الدّهر هي أقدسُ من عرشِِ الكواكبِ.. أسمى من صلوات الكهنةِ ..،أقوى من جبروتِ الرعودِ ..،
ما أبشعَهمْ..،
سرقوكِ من فتاكِ .. ،
حطّموا راياتِ أمانينا ونحن نغنّي.. ،
ونحن نرفو كلّ يومٍ شالَيْنِ مغموسينِ في نبعِ لقاءِنا الميمونِ ذاك عند كرسي الصنوبرِ وراء شاطئ دجلة َ ..،
تعالي
ثقيلة ٌ هي هذه الحسراتُ.. ،
إني أنكفئُ على بعضي …. ،
…..
….
…..
جاسم ألياس