جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج
تصريحات ترامب فى فلوريدا رسائل ضغط حاسمة على حماس وتطمينات كاملة لإسرائيل
كتب/ أيمن بحر
فى مشهد سياسى لافت أعاد خلط الأوراق فى ملف غزة ظهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى جانب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مؤتمر صحفى مشترك عقد بولاية فلوريدا حيث أطلق ترامب تصريحات شديدة الوضوح حملت رسائل مباشرة لحركة حماس وأطراف إقليمية ودولية معنية بالصراع
ترامب أكد خلال المؤتمر أن أى تسوية مستقبلية فى قطاع غزة لن تكون ممكنة ما لم تتخل حركة حماس عن سلاحها مشددًا على أن هذا البند كان محل توافق مسبق لكنه حذر فى الوقت نفسه من أن عدم الالتزام به سيترتب عليه ثمن باهظ دون أن يستبعد خيارات تصعيدية سياسية أو عسكرية فى حال فشل التنفيذ
الرئيس الأمريكى أوضح أن قلقه لا ينصب على التحركات الإسرائيلية مؤكدًا ثقته الكاملة في التزام إسرائيل بالخطة الموضوعة سواء على المستوى الأمني أو السياسى لكنه أشار بلهجة حازمة إلى أن المخاوف الحقيقية تتعلق بأطراف أخرى لم يسمها إما بسبب ما قد تقوم به أو بسبب ما قد تمتنع عن فعله فى المرحلة المقبلة
هذه التصريحات تعكس تحولا واضحا فى نبرة الخطاب الأمريكى حيث بدت واشنطن أكثر تشددًا في ربط أي مسار تهدئة أو إعادة إعمار بنزع سلاح حماس وهو ما يضع الحركة أمام اختبار صعب فى ظل تعقيدات المشهد الميدانى والضغوط الإقليمية المتزايدة
من جانبه استغل نتنياهو المؤتمر لتأكيد التطابق الكامل في الرؤية مع الإدارة الأمريكية معتبرًا أن ما تم التوصل إليه يمثل فرصة أخيرة لإعادة ترتيب الوضع فى غزة وفق معادلات جديدة تضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل وتمنع تكرار ما وصفه بالتهديدات القادمة من القطاع
سياسيون ومراقبون رأوا في تصريحات ترامب رسالة مزدوجة الأولى موجهة لحماس بضرورة القبول بشروط قاسية مقابل أى تهدئة والثانية موجهة للحلفاء والوسطاء الإقليميين بضرورة الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على الأرض
كما اعتبر محللون أن اختيار فلوريدا لعقد المؤتمر يحمل دلالة سياسية داخلية وخارجية فى آن واحد حيث يسعى ترامب لتقديم نفسه كصاحب القرار الحاسم في الملفات الشائكة وعلى رأسها الشرق الأوسط خاصة مع اقتراب استحقاقات سياسية أمريكية جديدة
في المحصلة تعكس تصريحات ترامب ونتنياهو أن المرحلة المقبلة في غزة ستكون أكثر حساسية وأن هامش المناورة يضيق أمام جميع الأطراف وسط إصرار أمريكي إسرائيلي على فرض معادلة جديدة عنوانها نزع السلاح مقابل البقاء فى المشهد السياسى
