كتب / احمد عادل
اختراع بدأ التفكير فيه بالصدفة في القرن الـ19.. قد يكون الأعظم في التاريخ.. ساهم ومازال يساهم في إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً.. وكان صاحب الفضل فيه الطبيب البريطاني تشارلز درو.. فما قصة هذا الاختراع؟
ففي الـ19 فكر الطبيب الإنجليزي تشارلز آر درو في إنشاء أول «بنك دم» في العالم، وخاصة عام 1940، حيث قام بتحسين تقنيات تخزين الدم وأنشأ بنوك دم واسعة النطاق في وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية.
رفض تشارلز آر درو الانسياق وراء الفصل العنصري في التبرع بالدم من المتبرعين من مختلف الأعراق لأنه يفتقر إلى الأساس العلمي.
بدأت شرارة الفكرة في الظهور في صيف 1940، عندما أمطرت قنابل الحرب على إنجلترا، وكان درو في مدينة نيويورك في مستشفى يقوم بعمله حيث كان مقيمًا في الجراحة ويشرف على واحدة من أكثر حملات التبرع بالدم طموحًا في التاريخ.
واستطاع مشروع “الدم من أجل بريطانيا”، كما كان معروفًا، من جمع التبرعات من آلاف المدنيين، الذين تم إرسال بلازما الدم الخاصة بهم عبر المحيط الأطلسي لمساعدة جهود الحلفاء، وبدأ الأطباء في محاولة إجراء عمليات نقل الدم، وكانت الصعوبات لا تعد ولا تحصى، حيث يتخثر الدم بسرعة.
لم يكن لدى الأطباء أي فكرة عن سبب نجاح عمليات نقل الدم في بعض الأحيان ولكن ليس في أوقات أخرى، كما لم يتم اكتشاف أنواع الدم حتى عام 1901، ولم يتم التعرف على مجموعة Rh حتى عام 1937، وحتى مع زيادة المعرفة عن الدم، لا يزال العلماء غير قادرين على منع الدم من التلف.
تمكن درو أبحاثه بعد قضاء الكثير والكثير من الوقت في عام 1930، من معرفة مدة صلاحية الدم القصوى والتي كانت تبلغ بضعة أيام.
ويشير درو من خلال أبحاثه وقتها إلى أنه لكي ينجح نقل الدم، كان يجب أن يكون المتبرع في متناول اليد، مما يشكل تحديًا للتبرع بالدم في منطقة حرب.
ومن خلال اختراع مشروع «بنك الدم» تمكن درو، من الحصول عل درجة الدكتوراة في العلوم الطبية من كولومبيا في عام 1940، على البلازما، والجزء السائل من الدم المفصول عن الخلايا.
فيما اكتشف درو أن الخلايا هي التي تحدد فصيلة الدم لذلك، يمكن إعطاء البلازما لكونها خالية من الخلايا، لأي شخص محتاج، بغض النظر عن فصيلة الدم.
وعلى الرغم من أن بلازما الدم تفتقر إلى الخلايا التي تحمل الأكسجين، إلا أنها تحتوي على بروتينات وأجسام مضادة مهمة تساعد على استقرار ضغط الدم وتنظيم التجلط، مما يجعلها مثالية في ساحة المعركة.
ومكّن عمل درو من جمع آلاف وحدات البلازما واختبارها بسرعة، والتي تم إرسالها إلى بريطانيا في شتاء 1940-1941 وأنقذت العديد من الأرواح.
أما في عام 1941 ، أصبح درو أول مدير لبنك الدم الأمريكي للصليب الأحمر، وهو أول بنك دم وطني في البلاد.