ترامب وهاريس :البيت الأبيض في خطر إذا لم ينضجا
مقالة لزهردخان
تعب الشيخ الهرم العجوز، فإتكأ على كتف ملكة القهقهة . وإرتاح من دور إتعابهِ للأمركيين قادةً وشعباً، لأنه بدأ مؤخراً في لعب دور العم سام الحقيقي . إنه الأن يُفكر .. وعندما يعصر فكره سيصدقه الناس ، إنه اليوم المناضل الأمريكي البطولي ، كيف لا وهو من إختار التنحي . فلم يكمل تلك المهزلة التي أخجلت كل أمريكي وحيرتهُ في أمره ،إذ كيف يتصرف وهو يرى ويسمع من بلغ من العمر أكثر من أرذله ولا يزال يسمح لنفسه بحكم أمريكا …
بينما وفي المقابل لم يتخلص الشعب في الولايات المتحدة من شبح الويل الأخر، ممثلاً في فخامة سابقة ذات سوابق كلها سابقة خطيرة إذا تعلق الأمر برئيس أمريكي .. إنه ترامب الذي ما إن تخلص من التهم وخرج مبدئيا من السجن حتى سمح لنفسه وجلب بخيل المصلحة الخاصة . في معركة طالت مدتها ضد المصلحة العامة . وليست معارك ترامب إلا ضد المصلحة العامة في أمريكا، إلا إذا سلمنا للأمر الواقع وإعترفنا له بشعبيته الكبيرة التي يضمنها له بولاء كامل أكثر من 70 مليون ناخب أمريكي . كانوا ولا يزالون يعطون صوتهم لمن يرونه غيوراً على الوطن .. قائد معارك المصلحة العامة ضد المصلحة الخاصة ..
هو ليس إلَّا رجل مصالح وحليف لأصحاب الثروات الكبيرة ويراعيهم بقدر ما يراعونه حتى ينتصر لهم فينتصر معهم .. أو ماذا تقصد ملكة القهقهة السيدة كمالا هاريس التي نابت الرئيس حتى أصبحت مرشحة رئاسة يعني تماماً كما يقول المثل * تسكن حتى تمكن * يعني أنها سكنتْ في البيت الأبيض حتى صارت بيضاوية .وفي أمريكا من يصبحُ بيضاوياً يكون له النصيب الأوفر من الشهرة . وفي أمريكا لا تكون الشهرة جالبة للشر على المشهور . فمن يحترمه الناس يعلو كعبهُ، سيما إذا كان بيضاوياً . وبناء على هذه القاعدة لا يمكننا تصور سرعة عكسية لكمالا هاريس ، التي نتوقع أن تكون دائمة التقدم إلى الأمام .وفي مستقبل أيامه سيستمر وجهها الباسم في عداء ترامب والتحريض ضده إعلامياً . وإستغلال كل الحيز الزمني لحملتها وحزبها ، لإقناع الناس بأن ترامب خطر وإختياره خطأ ووجوده خوفاً من المجهول .
إن ترامب ليس الخطير الوحيد في أمريكا . هذا ما سنعرفه بعملية حسابية لا غبار على نتيجتها ،لأنها مبنية على حسابات ومعطيات لا غبار على كونها حقيقة . فترامب رئيساً منتخباً سابقاً فاز على هلاري كلينتون بإجمالي أصوات تعود لملايين الأمركيين والأمريكيات. رغم أن حملة كلينتون آن ذاك حذرت منه ومن تطرفه . ولم تتوقف تلك التحذيرات حتى بعد الإنتخابات .وإستمرت طوال فترة حكم ترامب . ولم يتظاهر ضده شعبه ولم يطالب بعزله . وقد كان الحدث الأعظم هو العكس ،أي التظاهر لصالح ترامب والمطالبة بحقه وحق حزبه في رئاسيات 2020 التي كانت مزورة وفق ترامب الذي إن كان متطرفاً سيكون قائداً لأكثر من سبعين مليون متطرفاً أمريكياً .
أضف إلى ذلك أن ترامب يقصد قيادة التطرف في العقل الأمريكي، وتطويره لصالحه ولصالح حزبه ، فهم يعلمون أن أمريكا كدولة لطالما ظلمت أمماً وشعوباً، بينما لم يتحرك الشعب الأمريكي ضد أي إدارة ظالمة تحركاً قوياً ، يقصد به النهي عن المنكر. فالأمركيين عرفوا بكونهم أمة تنهى عن المنكر بقلبها ولها باعاً طويلاً جداً في ضعف الإمان؟؟
من جهته الإعلام الفرنسي تناول المواجهة الإنتخابية بين ترامب وهاريس ، وركزت فرنس 24 على كونهما غير مركزين على قضية التغير المناخي رغم أن الناخب الأمريكي ووفق إستطلاعات للرأي أجريت مؤخراً . كان قد أظهر أنه سيعطي صوته لمن يعطي الأهمية والأولوية لقضايا هامة على رأسها التغير المناخي.
في حسابات الساعات الإنتخابية الأمريكية ليس هناك مجالاً ومتسعاً من الزمن للتطرق بشكل كافي للمناخ. فالجميع مشغولاً بحرب المصالح ،وأكبر شعارات هذه الرئاسيات تشبعت بالتشكيك والتخوين والتشهير والتهديد والتخويف أو لنقل التخوف .. ولم يبقى الوقت للمناخ رغم أن الطبيعة لم تستر غضبتها . ولا يزال المشهد اليومي مرعباً على شكل عواجل كالسيول من أنباء الفيضانات والسيول والحرائق والزلازل .
وذكرت فرنس 24 بأن ترامب لفق قصة نسبها لهاريس تحدث فيها عن حظر غير موجود للحوم الحمراء ومواقد الغاز. فقال يوم 27 تموز/يوليو في أثناء تجمع إنتخابي في ولاية منيسوتا “دعت كامالا إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء لمكافحة تغير المناخ”.
وقال أيضاً: “ستتخلص من جميع الأبقار (..) وأعتقد أنه في مرحلة ما، سيلاحقون البشر”
بينما وفي نفس القصة قال جاي دي فانس المرشّح لمنصب نائب الرئيس ترامب : إن هاريس “ترغب في أخذ مواقد الغاز خاصتكم، وتريد حتى حرمانكم القدرة على تناول اللحوم الحمراء”.
وفي النهاية نجت كمالا من تعليقات الجمهوريين. بعدما إتضح أنها وفي الواقع لم تعلن أي تعهد مماثل خلال حملتها الإنتخابية. وإني أذكر أن تلك القصة كانت قد خدعتني عندما ظننت أن كمالا هاريس قالت ذلك فعلاً . فقلت حينها لربما هي تؤدي صلاتها كهندية تحب البقر المقدس . قد كانت كمالا هاريس تمارس طقوس هندية وتبارك نفسها بالتقرب إلى الأبقار المقدسة عندما دعت إلى ترشيد إستهلاك اللحوم الحمراء . هذا طبعاً قبل أن يتضح في الختام أن ترامب هو من كان يبارك نفسه بصناعة قصص كاذبة وأنا من لم يفهم ..