جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
ترامب وموكب الرؤساء: هل يتكرر المشهد مع الرئيس السيسى؟
كتب/ أيمن بحر
شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا العام مواقف أثارت جدلًا واسعًا حول البروتوكولات الأمنية الأمريكية أثناء مرور موكب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث عُلِّقت مواكب عدد من قادة العالم مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما أدى إلى تعطيل حركتهم وإثارة انتقادات إعلامية ودبلوماسية.
فقد اضطر ماكرون إلى النزول من سيارته والسير على الأقدام بعد أن أُوقف موكبه لمرور موكب ترامب، بينما واجه أردوغان موقفًا مشابهًا، حيث اشتبك حراسه مع شرطة نيويورك بعد أن أُغلقت الطرق في وجه موكبه. هذه الحوادث لم تمر مرور الكرام، بل أعادت إلى الأذهان التساؤلات حول البروتوكول الدبلوماسي، ومدى مراعاة المساواة بين قادة العالم على الأراضي الأمريكية.
لكن السؤال الأهم الذي يطرحه المتابعون: هل كان ترامب سيتجرأ على فعل ذلك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
العلاقات بين ترامب والسيسي لطالما وُصفت بأنها “ودية” بل و”خاصة”. ترامب لم يخفِ إعجابه بالرئيس المصري، فوصفه مرارًا بأنه “رئيس عظيم” و”قائد قوي”، حتى أنه في إحدى المناسبات أطلق تعليقًا مثيرًا للجدل حين قال ساخرًا: “أين دكتاتوري المفضل؟” في إشارة إلى السيسي، وهو تصريح أثار استغراب الحاضرين لكنه عكس في الوقت نفسه درجة من القرب والارتياح في العلاقة بين الرجلين.
وعلى عكس ما جرى مع ماكرون وأردوغان، لم تُسجَّل أي واقعة مشابهة مع السيسي، لا في موكب ولا في مناسبة عامة، بل إن زياراته إلى واشنطن كانت تحاط بتكريم رسمي، بداية من السجاد الأحمر وصولًا إلى تصريحات الدعم العلني من ترامب نفسه.
هذا التباين يفتح باب النقاش حول سياسة ترامب في التعامل مع القادة: هل كان يُمارس “الندية” الصارمة مع بعضهم، بينما يختار منح معاملة خاصة لآخرين؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه مواقف بروتوكولية وأمنية بحتة فُسرت إعلاميًا بأكثر مما تحتمل؟
في كل الأحوال، يظل المشهد الرمزي مهمًا: قادة فرنسا وتركيا تعرضوا لمواقف وُصفت بالمحرجة بسبب موكب ترامب، بينما الرئيس المصري لم يُسجَّل في حقه موقف مشابه، بل حظي بدعمٍ سياسي وشخصي مباشر من الرئيس الأمريكي.
